كشف أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية الصادر مساء أول أمس، أن فيروس أنفلونزا ''اتش1ان''1 يعرف وتيرة انتشار متسارعة في دول شمال إفريقيا وجنوب آسيا وأجزاء من أوروبا، موجهة تحذيرا للجزائر، المغرب ومصر من المخاطر الناجمة جراء استمرار الفيروس، الذي يعرف نشاطا قويا، في مد موجته الزاحفة. وأوضحت المنظمة أن هذا الفيروس المعروف إعلاميا باسم ''أنفلونزا الخنازير'' قد طغى بشكل كبير على فيروسات الأنفلونزا الموسمية في شتاء نصف الكرة الشمالي للعام الجاري. مضيفة ''سيظل فيروس اتش1 ان1 الوبائي في عام 2009 هو فيروس الأنفلونزا المهيمن في المنطقة الأوروبية مع اكتشاف متفرق فقط لفيروسات الأنفلونزا الموسمية وهي نفس النتيجة التي تم التوصل إليها بالنسبة لشمال إفريقيا وأجزاء من آسيا منها الصين''. ورفع ذات المصدر، الإحصائيات الرسمية العالمية لضحايا الوباء إلى ما يقارب 14 ألف قتيل، في الوقت الذي تقلص فيه العديد من الدول طلبات الحصول على المصل المضاد، بعد أن تأكدت من أن الحالة الوبائية المعلن عنها من طرف منظمة الصحة بسبب انتشار الفيروس ليست مميتة كما روج له في بادئ الأمر. وسبق التحذير الذي وجهته ''الهيئة الأم'' لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات نتيجة تسارع انتشار المرض خلال الأيام المقبلة، اتخاذ إجراءات وقائية واحترازية من طرف هذه الأخيرة لمحاولة تدارك الفشل الذي ألحق بسياساتها المنتهجة في التعاطي مع ملف ''اتش1ان,''1 من جهة، والسعي إلى إقناع الشارع الجزائري بسلامة اللقاح المضاد وبالتالي تحفيزه على ''تطليق'' المقاطعة التي رفعها ضد حملات التلقيح عبر إستراتيجية ''إشراك'' عمال السلك الطبي في عمليات التلقيح وتكوينهم في هذا الإطار. وأكد متتبعو الشأن الطبي بالجزائر، أن ''انتفاضة'' وزارة الصحة و''إبداء العزم'' تجاه إقحام الأطباء والممرضين في دورات تحسيسية وتوعوية حول اللقاح وعمليات التلقيح التي وصفت ب''السرية للغاية''، لن تأتي بالشيء الكثير''، مرجعين سبب الفشل المنتظر إلى ''أنانية الوزارة التي تحفظت على العديد من المواضيع الصحية المتعلقة بقضية أنفلونزا الخنازير على حساب صحة المواطنين، ولم تمنح مهنيي الصحة أي معلومات أو معطيات في هذا الشأن، مما أفقدهم الثقة في هذه الهيئة وبالتالي عزوفهم الذي أدى إلى مقاطعة كلية من طرف أغلب الشرائح''. واعتبرت العديد من الأوساط الطبية في حديثها ل''البلاد''، أن ''التحذيرات التي تعكف على إطلاقها منظمة الصحة، هي وجه مماثل لسياسات التهويل التي تبنتها منذ ظهور بوادر المرض الأولى''، معتبرة أن ''الفيروس الذي نجهل عنه الكثير، وتحديدا نفقه منه ما أرادت أمريكا تصديره من معلومات، هو ذريعة وأداة في الحرب البيولوجية التي شنتها الدول القوية ضد ضعفاء القوم، على غرار الأسلوب المتبع في الترويج لمرض جنون البقر وأنفلونزا الطيور مثلا''.