في الوقت الذي أعلنت فيه المنظمة العالمية للصحة في آخر تقرير لها حول الوضعية الوبائية لفيروس ''إش1 إن''1 نهاية الأسبوع، أن ''هذا الأخير يستمر في الانتشار بشكل نشط في شمال إفريقيا خصوصا بالجزائر، المغرب ومصر''. وكانت في وقت سابق قد نبهت إلى ضرورة تلقيح على الأقل 60 بالمائة من السكان لتفادي انتشاره، لا تزال هذه النسبة ضعيفة جدا في الجزائر، حيث لم تتجاوز 1.5 بالمائة من موظفي سلك الصحة مما يُؤدي حتما إلى ارتفاع عدد الوفيات المتوقفة إلى حد الآن عند 57 حالة. أعلن أول أمس المكلف بملف حملة التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير على مستوى وزارة الصحة البروفيسور إسماعيل مصباح في تصريحه للإذاعة الوطنية ''أن المرحلة الأولى من الحملة والمتعلقة بتلقيح مستخدمي الصحة لم تلق الإقبال المنتظر''. وأكد المتحدث أن ''نسبة الملقحين لم تتجاوز 1.5 بالمائة''، موضحا أن ''حملة التلقيح لم تجد استجابة كبيرة في الجزائر، رغم الحملات التوعوية والتحسيسية التي بادرت بها وزارة الصحة منذ إطلاق الحملة''، مؤكدا أن ''هذه الوضعية تتقاسمها العديد من الدول مستثنيا السويد التي فاقت النسبة 60 بالمائة''، حيث في هذا الخصوص أكد خبراء منظمة الصحة العالمية في وقت سابق على ضرورة تلقيح 60 بالمائة من سكان البلد وذلك من أجل تفادي انتشار الفيروس بين أكبر عدد من المواطنين. في هذا السياق، ورغم كل التحذيرات التي أطلقها هؤلاء آخرها التقرير الوبائي الأخير للفيروس نهاية الأسبوع، والذي أشار إلى فيروس أنفلونزا ''إأتش1 إن''1 ينتشر بشكل أكثر نشاطا في شمال إفريقيا خاصة الجزائر، المغرب ومصر ثم جنوب آسيا وأجزاء من أوروبا، إلا أن الكثير من الشعوب لا تزال تبدي عزوفها التام عن الخضوع للتلقيح بتلك الجرعات التي تباينت أنباء فعاليتها بين دولة إلى أخرى وكذا عن التأثيرات الجانبية الخطيرة للمصل، على غرار الجزائر التي أطلقت أول عملية تلقيح نهاية شهر ديسمبر وشملت موظفي قطاع الصحة، وأبرزت عملية تقييم الحملة طيلة أسبوع أو أكثر من التلقيح أن 5 بالمائة فقط من سلك الصحة استفادوا من التلقيح، لتنطلق الحملة الثانية المخصصة لتلقيح النساء الحوامل بتاريخ 5 جانفي، حيث أحصت وزارة الصحة 650 ألف امرأة حامل في الجزائر معنية بالتلقيح، غير أن أغلب النساء عزفن عن ذلك، بالرغم من أن معظم حالات الوفيات المسجلة في الجزائر والتي بلغ عددها 57 حالة، يُمثلن شريحة النساء الحوامل. وقد حذرت المنظمة العالمية للصحة من مغبة العزوف عن التلقيح ذلك لأن فيروس ''إش1 إن''1 سوف يطغى على أنواع الفيروسات الموسمية طيلة هذه السنة، وأحصت الهيئة العالمية ذاتها إلى حد الآن وفاة 13 ألف و554 حالة وفاة بهذا الفيروس عبر العالم، إذ سجلت أول حالة وفاة بالأنفلونزا في السودان فقط، كما بلغ عدد الوفيات في إفريقيا 131 حالة، في الأمريكيتين بلغ أكثر من 7016 وفاة، كما قدر عدد الوفيات في الشرق الأوسط ب 838 في حين أن العدد في أوروبا لا يقل عن 1289 ,2788 حالة وفاة في جنوب شرق آسيا و1447 شرق المحيط الهادئ.