اعتبر الروائي والمدير السابق للمكتبة الوطنية أمين الزاوي بأن جيل الكتاب الجزائريين الذي يكتب باللغتين قد انقرض أو يكاد. وما ظل يقتصر على بضعة أسماء تعد على الأصابع على غرار الشاعر جمال الدين بن شيخ. وأكد الكاتب الذي نزل أمس ضيفا على قسم اللغة العربية لجامعة الجزائر، بأن القارئ الجزائري يتجه أكثر نحو الكتب الصادرة باللغة الفرنسية بشكل أساسي في ظل انحسار القراءة بالعربية، وهنا ضرب مثلا بعملية البيع بالإهداء لروايته الأخيرة التي نظمها على هامش صالون الجزائر الدولي للكتاب، أين تمكن من بيع أكثر من 250 نسخة في جلسة واحدة. وهو ما يعكس، حسب الزاوي، الحظوة التي تتمتع بها الأعمال الروائية الصادرة بالفرنسية في الجزائر. وفي هذا السياق، اعتبر صاحب ''وليمة الأكاذيب'' بأن المجتمع العربي لم يتمكن إلى حد الآن من صناعة قارئ باللغة العربية، مطالبا الجامعة بضرورة العمل على ''صناعة هذا القارئ من خلال تنظيم ملتقيات وندوات في هذا الجانب''، حيث أن دور الجامعة، حسبه، لا يقتصر على الدور التعليمي الأكاديمي فقط؛ بل يجب أن يتعداه إلى الدور التثقيفي الذي يساهم في صناعة المواطن المثقف، فالجامعة يجب أن تكون بيتا من زجاج يعكس توجهات المجتمع وإيديولوجياته وطرق تفكيره، على حد تعبيره. كما أعاب الزاوي على التلفزيون الجزائري تخصيصه فقط لحصتين بالفرنسية تعنيان بالكتاب والأدب، في حين لا توجد حصص تعنى بالكتاب الصادرة بالعربية. وخلال الذي جمع الزاوي بأساتذة وطلبة قسم اللغة العربية وعدد من الوجوه الأدبية على غرار خولة طالب الإبراهيمي وربيعة جلطي وأحمد منور، استعرض عميد كلية الآداب القاص مصطفى فاسي مراحل ''الصراع'' بين العربية والفرنسية في الجزائر وظهور مطالب بالتوقف عن الكتابة ب''لغة موليير'' كونها لغة المستعمر، حيث قال ''كيف يعقل أن نستمر في الكتابة بلغة الاحتلال في ظل انحسار اللغة العربية''. غير أن الدكتورة خولة طالب الإبراهيمي الذي حضرت اللقاء عارضت هذا التوجه وأكدت بأن الجزائريين تمكنوا من ''جزأرة اللغة الفرنسية''.