مجلس الشيوخ (ولي جان) الأمريكي صوّت مؤخرا، لصالح تخفيض زكاة الفطر لفائدة مصر مع الإبقاء على زكاة العسكر كما هي. وهي صدمة قد تؤدي إلى إصابة الوالي هناك الآمر والناهي بانكسار الخاطر! فرغم أن مصر خدمت كل ما في وسعها لإرضاء أمريكا والغرب بواسطة خنق سكان غزة عبر معبر رفح وفضح وتواطأت مع الكيان الصهيوني في السرّ والعلن خلال الحرب على حماس إلا أن ذلك لم يشفع لنا عند جماعة حسين أوباما في البيت الأبيض ولهذا كافأها بالحد الأدنى المقبول حفاظا على ماء الوجه على طريقة جوع كلبك يتبعك أو يصوت لصالحك كما يفهمها الحكام العرب أجمعين وفي مقدمتهم حاكم مصر. وعندما يقرر الرئيس الأمريكي، أن يزور تركيا في أول خرجة له في الخارج بعد كندا (اللي هي في الأصل مقاطعة أمريكية بما فيها الكيبيك الفرنسية) ولا يزور مصر مثلا، ويتودد وزير الخارجية مراد مدلسي لتقبل الهانم هيلاري كلينتون كاتبة الدولة الأمريكية للخارجية بزيارة الجزائر لتأكل خروفا مشويا، على ما يبدو يعكس وزن كل دولة لدى أم الدول أمريكا. مصر صغرت بعد أن بنت كل سياساتها الخارجية على قمع الداخل لإرضاء الخارج مع بيع غازها لإسرائيل بسعر مخفض لا يعلمه أحد مثلما لا يعلم اليوم الجنرال أبريكا زعيم عروش القبائل والقلاقل مقدار ما تحصله تلفزة الحمراوي شوقي سابقا من فاتورة الكهرباء وهي الحجة التي أخذتها الحركة لتمتنع عن تسديد مستحقات ما استهلكته مدة ثلاث سنوات. فكان هذا أول مسح مالي قبل أن يفتح الآن باب المسح مع الفلاحين وغيرهم بمناسبة الرئاسيات. وتركيا كبرت مع كلام حزب إسلامي سطع نجمه خلال الحرب على غزة فوقفت حكاما وشعبا في مؤازرة الفلسطينيين وزادت كثيرا بعد أن لقن رئيس وزرائها أردوغان شمعون بيريز درسا في الافتراء والأكاذيب خلال مؤتمر دولي. والجزائر التي لا هي كبرت ولا هي صغرت في نهاية الأمر على المستوى الدولي رغم كل جولات تبييض الوجه حملت العصا من الوسط في كل القضايا، بما فيها غزة ولهذا لم تجن من الخارج حتى حق شراء معزة. ومادام أن أمريكا تتعامل وفق الكبير كبير والصغير صغير فإن تصرفاتها تأتي دائما وفق هذا المنطق. ولهذا استحقت مصر تخفيضا مرا في المعونة، وتركيا احتراما والجزائر لا شيء يذكر سوى أن تنتظر الحج الأكبر القادم ربما إلينا ذات يوم !