سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البلاد رصدت مواقفهم في أقسام الولادة بالمستشفيات: هذه أسباب عزوف الحوامل عن التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير العقم، الإجهاض والولادة المبكرة لطفل ميت أسباب الإقلاع عن تعاطي اللقاح
تبين من خلال الجولة التي قادت ''البلاد'' إلى بعض العيادات الخاصة بأمراض النساء ومختلف المصالح الصحية الجوارية والمستشفيات اللواتي يتواجدن بهن على مستوى الجزائر العاصمة، أن انطباعات النساء الحوامل تجاه اللقاح المضاد للفيروس المعروف إعلاميا ب''أنفلونزا الخنازير'' قد توحدت في رأي واحد وهو ''العزوف التام'' عن أخذ الحقن المضادة، كما قدرت مصادر طبية نسبة إقبالهن على عمليات التلقيح ضد الداء ب2 بالمائة، على أساس أنه من مجموع 100 امرأة حامل، اثنتان منهن فقط من يقبلن على أخذ اللقاح المضاد. وفاة الطبيبة يضاعف مخاوف الحوامل أثارت قضية وفاة طبيبة بمستشفى سطيف التي لم تحسم حيثياتها إلى غاية اليوم، جدلا حادا بين الأوساط الطبية والشعبية، لينتقل الحديث إلى فئة النساء الحوامل اللواتي أجمعن على عدم التلقيح لعدم ثقتهن في المصل المستورد، حيث اكتفت (رانيا.ت) بالقول: ''إن وفاة الطبيبة أفرز العديد من المخاوف وغذى حالة الهستيريا لدينا، فأنا لن أخاطر بحياتي أو حياة الطفل الذي أحمله بسبب حقنة تافهة، لم يتم التأكد من سلامة مكوناتها أصلا''. كما كشفت (بوعياد.ك)، أخصائية في أمراض النساء أن ''السلك الطبي لا يزال متخوفا من الأعراض غير المرغوبة للقاح المضاد ل''اتش1ان,''1 خصوصا بعد وفاة الزميلة بسطيف والتي لم تظهر نتائج تشريح جثتها بعد، في الوقت الذي أرجعت فيه العديد من الجهات أسباب الوفاة إلى أخذها لقاح أنفلونزا الخنازير، ولهذا لا يمكنني أن أنصح النساء اللواتي يقصدنني بضرورة أخذ اللقاح لأنني لست متأكدة من سلامته بعد'' فشل السياسة الاتصالية سبب آخر للمقاطعة أما (حياة.ك)، التي صادفناها بالمصلحة الاستشفائية بنصيرة نونو، فقد أرجعت السبب الرئيسي لمقاطعة النساء الحوامل لحملات التلقيح إلى عدم بلوغ السياسة المتبعة على مستوى وزارة الصحة في إقناع أكثر الفئات حساسية، أهدافها المرجوة، مضيفة ''في الحقيقة، أنا شخصيا امتنعت عن التلقيح لأنني لم أزود بالمعطيات الكافية لإقناعي بأخذ الحقن، ومن جهتي، فانا أحمل الهيئة الوصية مسؤولية ذلك لأنها لم تبذل الجهد المطلوب بل أدخلتنا في دوامة من الشكوك فقط''. أما (سليمة.ك)، فقد اعتبرت أن الأمر محسوم لديها قائلة ''لقد فقدنا الثقة في المسؤولين الذين تبنوا مسؤولية إدارة ملف أنفلونزا الخنازير منذ سيناريو وصول دفعات اللقاح لذلك فأنا لن أضع ثقتي في هيئة خيبت العديد من الآمال''. طلاق بسبب أنفلونزا الخنازير! ومن اغرب المواقف التي رصدناها خلال هذه الجولة، هي إقدام رجل بمستشفى بني مسوس ''اسعد حساني''، على تطليق امرأته بسبب قبولها اخذ الحقنة المضادة لفيروس ''اتش1ان,''1 وعندما سألنا بعض النساء اللواتي تواجدن أثناء وقوع الحادثة أجبن بالقول ''لقد احتد النقاش بين الزوجين بسبب أخذ لقاح أنفلونزا الخنازير من عدمه، إلا أن الزوجة استقرت على وجوب تلقيحها بناءا على التوصيات والتعليمات التي توصي بها وزارة الصحة لتفادي الإصابة بالمرض المميت، إلا أن الزوج لم يتقبل كلام زوجته وهددها في حالة إصرارها بالطلاق، لترد بأنها متأكدة مما تقوم به وأنها تفضل حماية نفسها وحياة ابنها ولن تتراجع عن قرارها، وبعد هذا الرد وبالرغم من تدخل العديد من الأشخاص الحاضرين لتهدئة الوضع إلا أن الزوج الثائر طلق زوجته بالثلاث''. هواجس العقم، الإجهاض والولادة المبكرة لطفل ميت ترددت (آمال.ك)، التي التقيناها بمستشفى مصطفى باشا الجامعي في الكشف عن موقفها تجاه حملات التلقيح في وسط النساء الحوامل، إلا أن تمسكنا بمعرفة انطباعاتها عن الموضوع جعلها تظهر الأسباب التي تحول دون إقدامها على اخذ الحقن المضادة ل''اتش1ان,''1 حيث قالت ''لقد سمعت عن وجود آثار غير مستحبة للقاح وغير معروفة لدى الأوساط الطبية إلى غاية اليوم، إلا أن اقتناعي بضرورة مقاطعة هذه الحملة يرجع إلى تفاصيل الحديث الذي جمع بين امرأتين، إحداهما ممرضة بعيادة أمراض النساء، حيث أكدت هذه الأخيرة أن اللقاح المضاد قد يؤدي إلى العقم وهو ما لا يمكن أن أغامر به أبدا''، مشيرة إلى أن ''العديد من النساء الحوامل قد أبدين اهتماما بالغا بحملات التلقيح، إلا أن هده الأخبار المتناقلة والتي لا ندري إلى غاية الآن مدى صحتها من عدمها، قد أثرت في قرارنا وجعلتنا نحسب للخطوة ألف حساب''. أما (سعاد.ج)، فقد عبرت من جهتها عن مخاوفها من اللقاح المضاد الذي لن تخضع لأخذ حقنه أبدا، وعند سؤالنا عن السبب أجابت بكل وضوح ''إن الطبيبة النسائية -امتنعت عن ذكر الاسم- التي تعاينني نصحتني بعدم التلقيح لأن ذلك سيرفع احتمال إجهاض الجنين أو الولادة المبكرة لطفل ميت''. ووقوفا على هذا الرد، حمل (بونامر.ر)، طبيب أمراض النساء، الأطراف الطبية التي تزيد مخاوف المواطنين بإشاعات غير مثبتة علميا جزءا من مسؤولية مقاطعة النساء الحوامل لعمليات التلقيح، ليحمل الجزء المتبقي على عاتق الهيئة التي لم تنتهج سياسات فعالة لتزويد عمال القطاع الصحي بالمعلومات الكافية حول مسألة ''مكونات اللقاح وآثاره الجانبية'' . وقد هددت وزارة الصحة في العديد من اللقاءات، الأطراف التي تقف وراء إطلاق هذه الإشاعات المغرضة بالقول ''ستتم متابعة هؤلاء قضائيا في حالة موت المرأة الحامل جراء الإصابة بأنفلونزا الخنازير وامتناعها عن التلقيح بسبب تقديم نصائح غير مثبتة علميا، على غرار الإصابة بالعقم والإجهاض''. عميد الأطباء يحمل الوزارة مسؤولية عزوفهن عن التلقيح كشف محمد بقاط بركاني، رئيس مجلس أخلاقيات الطب في حديث ل''البلاد''، أن فشل الإستراتيجية التي انتهجتها وزارة الصحة في تسيير ملف ''أنفلونزا الخنازير'' وخاصة في الجزء المتعلق بتزويد عمال الصحة وكافة المواطنين بالمعلومات الضرورية من خلال تنظيم نقاشات مفتوحة حول الداء واللقاح المضاد له، هي السبب الرئيسي في امتناع النساء الحوامل عن أخذ اللقاح محل الجدل، مضيفا ''كيف يمكن للمرأة الحامل أن تتوجه إلى مراكز اخذ المصل المضاد في الوقت الذي يجهل فيه الطبيب ذاته آثاره الجانبية؟''. واعتبر بركاني أن ''نسبة إقبال الشريحة الثانية، التي تلت فئة مهنيي الصحة، على حملات التلقيح ضئيلة جدا'' وهو ما لم تنفيه وزارة بركات خلال اللقاءات التي عكفت على تنظيمها مع الصحافة. كما اعتبر المتحدث أن التقارير الطبية المنشورة على صفحات الويب والمتعلقة بتحديد المخاطر التي تهدد حياة الحوامل في حالة أخذهن للجرعات المضادة لفيروس القرن كفيلة بمنعهن من التلقيح، في الوقت الذي بإمكانهن حماية أنفسهن وجنينهن بطرق أخرى على غرار الوقاية دون تعريض حياتهن للخطر. نسبة وفاة الحوامل بأنفلونزا الخنازير تعدت 23% وفي بحثنا عن الإجابة عن التساؤل المطروح من طرف اغلب النساء الحوامل، والمتعلق بمن يتحمل مسؤولية ارتفاع نسبة وفاة الحوامل مؤخرا جراء الإصابة بفيروس ''اتش1ان,''1 كشف المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، سليم بلقسام، أن معظم حالات الوفاة المسجلة رفضت الحقن المضادة للفيروس مما تسبب في تأزم أوضاعها الصحية وبالتالي الموت الأكيد، مشيرا إلى أن ''عدد النساء الحوامل اللواتي توفين نتيجة تعقيدات صحية جراء إصابتهن المؤكدة بالفيروس المعروف مخبريا ب شصإتش1 إن''1 قد بلغ 13 حالة وفاة من مجموع 46 امرأة حامل خضعت للرعاية الطبية''. كما كشف ذات المتحدث أن نسبة الوفاة بين الحوامل نتيجة الإصابة بالفيروس القاتل تقدر بحوالي 23 بالمائة''، ممتنعا عن تحديد الأسباب الكامنة وراء ذلك بطريقة عشوائية أو تحميل المصالح الطبية المسؤولية، بحجة أن الأمر يستلزم تحليلا دقيقا قبل صياغة الأحكام النهائية.