يشكو المقيمون بقرية الحريشة ببلدية الحجار في ولاية عنابة، من نقص في المرافق الضرورية الصحية والترفيهية والمؤسسات الجوارية، إضافة إلى البطالة بأكبر تجمع في البلدية· وبالرغم من أن مداخيل البلدية التي تعتبر قطبا صناعيا هاما تجاوزت 20 مليار سنتيم سنويا، إلا أن مظاهر الفقر والحرمان تظل السمة البارزة لسكانها الذين يناشدون السلطات تغيير ديكور يومياتهم المريرة·رضوان سكلولي يعاني سكان القرية من نقص المياه الصالحة للشرب، إذ يصل سعر الصهريج حسب بعضهم إلى حوالي 800 دينار، رغم مشاريع التنقيب المتعددة· كما يشكو سكان حي الأمير عبد القادر وبعض الأحياء الأخرى من انعدام شبكة صرف المياه· ويؤكد المواطنون أن المركز الصحي يفتقر إلى أدنى الوسائل مع نقص في التأطير وتذبذب حضور الطبيب مما يضطرهم للتوجه إلى البلديات المجاورة على غرار سيدي عمار، ناهيك عن انعدام وسائل النقل بين القرية ومقر البلدية على مسافة 5 كلم·ومن أخطر المشاكل التي يعاني منها المواطنون بأكبر تجمع بالمنطقة انزلاق التربة· ويطالب السكان مراعاة أولويات انشغالاتهم في البرامج التنموية خاصة أن انسداد الأفق في وجه الشباب ساهم كثيرا في إحباط معنوياتهم، حيث سجلت عدة عمليات انتحار السنة المنصرمة في أوساطهم مست حتى شريحة الجامعيين، ناهيك عن ''حمى'' الهجرة السرية التي حصدت ضحيتين هلكا في عرض البحر في الصائفة الماضية بعد تعطل قاربهم على مقربة من المياه الإقليمية الإيطالية· وفي رده على هذه الانشغالات أوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي أن البلدية استفادت من عدة عمليات لشبكة صرف المياه مست أكثر من 80 بالمائة من التجمعات السكانية ببلدية الحجار، وباقي الأحياء مسجلة في انتظار انطلاق المشاريع· أما بالنسبة للمياه الصالحة للشرب فالمنطقة معروفة بفقرها للمنابع والمياه الجوفية، لذا لجأت البلدية لإعداد دراسة جيولوجية في انتظار دراسة ربط البلدية بسدود قريبة من ولاية الطارف· أما منطقة الكرمة التي تعرضت لانزلاق سنة 1977 فقد استفادت من عدة عمليات بما فيها دراسة جيولوجية من طرف مديرية البناء والتعمير، وسجلت عملية تهيئتها بالتشجير والجدران الواقية· وأشار المتحدث إلى أن عدد طلبات السكن الريفي تجاوز ألف طلب مقابل حصة من 60 سكنا تجري دراسة الملفات لتوزيعها مستقبلا· أما في قطاع الصحة فقد استفادت قرية الحريشة من عيادة متعددة الخدمات متطورة بأجهزة حديثة ستفتح أبوابها في الأيام القليلة· ونفى رئيس البلدية وجود نقص في الإنارة العمومية، إذ رصدت البلدية مبلغا هاما للصيانة، مشيرا إلى إشراك المجتمع المدني في تسجيل وترتيب أولويات التجمعات السكانية، وخلق جو من النشاط الرياضي والثقافي· وعن معاناة الشباب من البطالة، أشار إلى استفادة سكان القرية من 21 منصبا في إطار عقود التشغيل و51 منصبا في الشبكة الاجتماعية و69 في المنفعة العامة، علما أن كثرة المشاريع خلقت ديناميكية حسبه داخل هذا التجمع السكاني خاصة وسط القرية التي سجلت بها دار للشباب تنجز خلال هذه السنة·