كرس محافظو حزب جبهة التحرير الوطني هيمنتهم على اللجنة المركزية للحزب خلال الانتخابات التي أجريت ليلة أول أمس،والتي دامت إلى ساعات متأخرة من صباح أمس حيث فرض المحافظون منطقهم بتصدر قوائم محافظتهم من خلال ''تخييط'' نتائج الانتخابات، في حين فضل بعضهم تزكية أنفسهم في ''استعراض عضلي'' لمدى تحكمهم في تسيير دواليب محافظتهم، بينما عرفت بعض المحافظات خلافات بين المندوبين حول الطريقة التي يتم بها الفصل في الاختيار، وحتى بشأن حول شرعية التمثيل في ظل تواجد تكتلات بين المندوبين في عديد المحافظات على غرار الوادي وبسكرة ووهران وسعيدة، وغيرها· وتؤكد القراءة الأولية لنتائج انتخابات حصة القواعد في المحافظات إلى بسط المحافظين لنفوذهم على غرار ماجرى في: تيزي وزو وسطيف وبرج بوعرريج وأم البواقي وعين الدفلى والشلف وتيارتومستغانم والدار البيضاء وباب الوادي وعنابة والجلفة والمدية وغيرها، وهي العملية التي ضبطتها تعليمة رئيس لجنة الترشيحات الوزير رشيد حراوبية، التي ضبطت آلية إجراء الانتخاب والمعايير وشروط اختيار أعضاء أعلى هيئة مابين مؤتمرين·من جهة أخرى، تضمن القانون الأساسي ''غموضا'' بشأن طريقة انتخاب الأمين العام والتي أسندت إلى اللجنة المركزية للحزب لمدة خمس سنوات دون أن تشير إلى مسألة استخلافه، في حالتي الاستقالة أو الوفاة· وعودة إلى موضوع اللجنة المركزية، فقد عرفت عملية انتخاب الأعضاء عودة بعض الرموز النضالية المحسوبة على الأمين العام السابق علي بن فليس، على غرار حصول عباس ميخاليف على المرتبة السادسة في محافظة سكيكدة وعبد العزيز بلعيد في محافظة حسين داي وخربوش في محافظة تيزي وزو، في حين فضل بعضهم عدم المغامرة على غرار الناطق الرسمي للأفلان في عهدة بن فليس عبد السلام مجاهد وعبد القادر زيدوك في محافظة عين الدفلى· والمميز في نتائج القواعد هو النسبة الضئيلة لتمثيل المرأة في اللجنة المركزية والخيبة التي سجلت على وجوه كثير من المناضلات حيث لم تتعد نسبة تمثليها في القواعد ما كان مرجوا، في حين أعربت العديد من المندوبات عن استيائهن من الإقصاء من قبل المحافظين، في حين أرجعت بعضهن ذلك إلى تراجع الأمين العام عبد العزيز بلخادم في مواقفه، حين قال عبارة ''يستحسن تواجد المرأة''، وتأمل مناضلات الحزب العتيد أن يستدرك بلخادم تمثيل العنصر النسوي في الحصة الوطنية التي من المرتقب أن يعلن عنها في اختتام أشغال المؤتمر·وفي سياق الفصل في القائمة الوطنية، فإن تسابق وتنافس عديد الإطارات التي فضلت عدم المغامرة للترشح في القواعد على أمل تعيينها في ''كوطة'' الأمين العام بدا واضحا من خلال محاولات الظهور المتكرر أمام أعين الأمين العام خلال أشغال المؤتمر أو بالوقوف في الصفوف الأمامية! وبالنظر للحسابات، فإن حصة القواعد النضالية في اللجنة المركزية عبر المحافظات 54 بالنظر لاختيار ثلاثة عن كل محافظة هو 162 عضوا، بالإضافة إلى مراعاة تمثيل الجالية بالخارج بتسعة مقاعد، فإن باقي المقاعد هي من حصة الأمين العام، يتنافس عليها الإطارات والمنظمات الجماهيرية والشخصيات التاريخية، وتكون ال5قائمة قد عرفت سهرة أمس معاختتام أشغال المؤتمر باستكمال تعيين ''كوطة'' الأمين العام لأعضاء اللجنة المركزية على أن تبقى الدورة مفتوحة للأسابيع المقبلة للفصل في اختيار أعضاء المكتب السياسي الذي سيكون بدوره معركة أخرى بين قيادات الصف الأول، خاصة الوزراء والنواب وأعضاء الهيئة التنفيذية الحالية·