عادت قناة الجزيرة القطرية إلى صياغة خريطة المغرب العربي بشكل جديد، حيث لاحظ متتبعوا القناة أنها ألغت الخط الفاصل بين خريطة المملكة المغربية والصحراء الغربية حتى اسم البلد (الصحراء الغربية) لتلحق هذه الأخيرة بالمغرب. الخطوة التي لجأت إليها القناة كانت قد استعملتها قبيل مفاوضاتها مع السلطات المغربية لفتح مكتب جهوي وبث النشرة المغاربية من الرباط بدءا من 18 فبراير ,2006 . حيث أن القناة كانت تضع الخط الفاصل بين المغرب واسم الصحراء الغربية في الخراط التي تبثها كخلفية عند تطرقها للنزاع القائم في المنطقة بين جبهة البوليساريو والمغرب، وهي إشارة واضحة إلى أن مفاوضات ما تتم بين إدارة القناة والسلطات المغربية من أجل إعادة فتح المكتب الجهوي للجزيرة في الرباط وإعادة بث النشرة المغاربية من هناك، حيث اعتادت الجزيرة على وضع الخط الفاصل بين الصحراء الغربية والمغرب كلما ساءت علاقاتها مع القصر، ثم تعود إلى إلغاء هذا الخط كلما عادت العلاقة إلى طبيعتها بين القناة القطرية والمغرب. ويطرح العديد من المتتبعين الكثير من الأسئلة بشأن إخضاع مبدأ عالمي يتعلق باحترام الإشارة إلى الحدود المتنازع عليها بشكل أو بآخر، وعدم التحيز وإبداء موقف سياسي منحاز ضد قضية نضال شعب من أجل استقلاله وحقه في تقرير المصير. ويرى البعض أن وضع مثل هذه المبادئ المتفق عليها محل تلاعب إعلامي من شأنه الإضرار بمصداقية وسائل الإعلام خاصة الكبرى والمؤثرة والتي تطمح إلى الريادة في هذا المجال. وتركز الجزيرة منذ قرار غلق مكتبها الجهوي ووقف بث النشرة المغاربية صيف 2008 على تكثيف المادة الإخبارية والوثائقية التي تتعلق بالمملكة المغربية، وكان قرار وقف نشرة المغرب العربي قد تم اتخاذه من طرف السلطات المغربية عقب بث برنامج بلا حدود الذي استضاف الفنان المغربي الساخر أحمد السنوسي. كما كانت السلطات المغربية قد حددت قائمة من الوجوه الممنوعة من الظهور على قناة الجزيرة مثل عبد السلام ياسين وعلي مرابط وأبو بكر الجامعي.