صرح أول أمس رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، أن قناة ''نسمة تي• في'' الفضائية المغاربية، التي يملك 25 بالمائة من رأسمالها، بإمكانها إعطاء ''دفع قوي للرفاه والحريات والديمقراطية في منطقة المغرب العربي''• وجاءت تصريحات برلسكوني خلال برنامج تلفزيوني بثته القناة التونسية المنشأ مساء الإثنين، وتعد هذه المرة الأولى التي يشارك فيها رئيس الوزراء الايطالي، برلسكوني، في برنامج تلفزيوني مغاربي• وقال المسؤول الإيطالي ''هناك عدة مجالات لا تريد التليفزيونات الرسمية في دول الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا، وموريتانيا،التطرق إليها، و''نسمة تي• في'' بإمكانها المساعدة على إعطاء دفع قوي للرفاه والحريات والديمقراطية'' في دول المنطقة• ورغم أن القناة لا تناقش القضايا السياسية والملفات الحساسة، وعادة ما تكتفي بالحوارات الفنية، فإن هذه الخطوة تبدو مجرد كلام أو رؤية مستقبلية، خاصة وأن الواقع يضع القناة في موقع لاتحسد عليه عند الحديث عن الديمقراطية، خاصة وأن مسؤولي قناة نسمة ''تي في''، ومن ورائهم رئيس الوزراء الإيطالي، نسوا أو تناسوا أن الديمقراطية يجب أن تبدأ في قناتهم قبل أن يوسعوها إلى دول المغرب العربي بالتعاون مع شريكهم المارد الايطالي• فالقناة وعوض التزام مبدإ الحياد في ملف الصحراء الغربية، على سبيل المثال، على اعتبار أن الأممالمتحدة لم تفصل بعد في الموضوع، وهي التي اعتبرت أن المنطقة محل نزاع، ومنعت حتى الشركات الدولية من الاستثمار فيها أو استخراج ثرواتها الى حين الفصل في القضية، إلا أن القناة قامت بإلغاء الأراضي الصحراوية الأراضي الصحراوية من الخريطة، بل وضمتها إلى المملكة المغربية في جميع برامجها، خصوصا خرائط المغرب العربي التي تعرضها على شاشتها، مع التركيز غير المبرر على الفنانين الجزائريين في مناورة لتمريره ذات المنطق، كما أن القناة تعتبر تهديدا للهوية المغربية وتكريسا للهيمنة الاستعمارية، من خلال لغتها الهجينة المستعملة المثيرة للتقزز• هذا، وقد اغتنم برلسكوني، الذي يملك إمبراطورية ميدياسات وميدياسات بريميوم الإعلامية الايطالية، فرصة تواجده في استوديو القناة، ليهاجم مهرّبي المهاجرين غير الشرعيين من الدول المغاربية نحو السواحل الجنوبية لأوروبا، وخاصة إيطاليا، حيث وصف منظمات تهريب الأشخاص بأنها ''تنظيمات إجرامية تتاجر بآمال البؤساء وتطلعاتهم إلى مستقبل أفضل''، داعيا إلى عدم إعطاء ''الثقة'' في المهربين ومراكبهم ''غير الآمنة''•