قال وزير النقل عمار تو، أمس، إنه أعطى توجيهات للمديرية العامة للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية لمباشرة مفاوضات مع ممثلي العمال المضربين منذ أسبوع لأجل زيادة أجور عمال الشركة أسوة بقطاعات اقتصادية أخرى.وأبدى الوزير في تصريحه، على هامش جولة تفقدية لمشروع ترامواي العاصمة، تفهمه لمطالب العمال المضربون رغم الصعوبات المالية للشركة التي لا تتوفر على الوسائل المالية إذ إن كتلة الأجور في الشركة أعلى من رقم أعمالها حسب قوله، موضحا أن العمال يطالبون برفع أجورهم بنسبة تتراوح بين 20 و23 بالمائة أسوة بقطاعات أخرى. ولمّح الوزير إلى إمكانية الاستجابة لمطالب العمال، وتحدث في هذا السياق عن أن الشركة تقدم خدمة عمومية وعلينا معاملتها معاملة خاصة. وأوضح أنه سيتم العثور على حل مؤقت في إشارة إلى الموافقة على زيادة محدودة في الأجور التي تليها زيادات أخرى لاحقا. وتحدث الوزير عن ضرورة استئناف العمل مباشرة. وكانت المركزية النقابية تدخلت لدى وزير النقل مرتين للضغط على إدارة الشركة لفتح مفاوضات لتطبيق قرارات الثلاثية ومنها زيادة الأجر القاعدي الخام لكنه لم يرد على مطالبها. ويبدو أن تو المعروف بتشدده مع النقابات تحرك لمواجه الوضع بليونة هذه المرة بعد تلقيه توجهات من السلطات العليا. وبعكس التصريحات المتفائلة للوزير تحدث مصادر من منشطي الإضراب عن أن الجمود سيد الموقف في أول جلسة اتصالات بين إدارة الشركة وممثلي العمال يوم أمس، كما لم يستأنف العمال عملهم. الجلسة جرت في سرية ورفض ممثلو النقابيين وإدارة الشركة إعطاء أي توضيحات عن نتائجها. ويسعى ممثلو العمال انتزاع قرار علني بزيادة الأجور ورفع المضايقات القانونية والإدراية التي باشرتها الشركة في حق المضربين منتصف الأسبوع الماضي من خلال مقاضاة النقابيين واللجوء إلى القضاء لمنع الإضراب دون جدوى.وبرمج اليوم اجتماع حاسم بين إدارة الشركة وممثلين عن قيادة المركزية النقابية لبحث مطالب عمال الشركة.وصدرت أمس العديد من التصريحات عن قيادة المركزية لتجميد الإضراب واستئناف العمل لتحضير الأجواء لفتح قنوات الحوار للاستجابة للمطالب المهنية والاجتماعية للعمال. وأكد رشيد آيت علي، المكلف بالإعلام على مستوى المركزية النقابية، أن اتحاد العمال قد تبنى مطالب العمال داعيا إياهم لتجميد الإضراب وممارسة المفاوضات في جو هادئ دون الإضرار بمصالح المواطنين. وتسبب إضراب السكك الحديدية في شل حركة السفر عبر القطارات، كما يهدد بأزمة وقود في بعض الولايات وخصوصا في شرق الوطن نتيجة لذلك.