صرح وزير الشؤون الدينية عبد الله غلام الله، أن ''مسألة ارتداء النقاب سلوك تطرفي تماما مثل تنزه الشخص في الشارع عاريا''، وذلك في حوار مقتضب مثير أجرته معه الجريدة الفرنسية ''لوبروغري'' نشر أمس على موقعها في الأنترنت، بخصوص الجدل الدائر في فرنسا حول قضية ''ارتداء البرقع ومسألة الهوية الوطنية''. وأكد وزير الشؤون الدينية الذي يقوم بزيارة عمل إلى مدينة ليون الفرنسية لحضور الملتقى الجهوي للأئمة والدعاة، أن قضية منع المرأة في فرنسا من ارتداء النقاب أو البرقع لا يعتبر ''خطأ '' وقال ''بالرغم من أنني لا أعيش في فرنسا لأكون على دراية بالمسألة، إلا أنني لا أرى وجه الاستعجال في طرح القضية''، مشيرا أنه من وجهة نظره فإن المسألة تعد تصرفا هامشيا يخص أفرادا قلائل، مشيرا أن ''المسألة ليست لها علاقة بالواجبات الدينية''. ووصف وزير الشؤون الدينية ارتداء المرأة للنقاب بأنه جزء من سلوك فردي متطرف، معتبرا إياه مثله مثل الأشخاص الذين يتنزهون وهم عراة من ثيابهم. وسئل وزير الشؤون الدينية عن مدى إثارة القضية لردود أفعال في الجزائر فرد غلام الله ''لا، هناك رد فعل ضعيف وسط المجتمع الجزائري، توجد فقط بعض الأطراف الإعلامية التي ركزت على الموضوع''. وأشار الوزير نقلا عن نفس المصدر أن مسألة منع ارتداء النقاب أو البرقع تبقى ثانوية وحاول الوزير التركيز على أن ارتداء البرقع في الجزائر مسألة هامشية، وقد عرف تراجعا منذ العشرية السوداء. وعندما سئل الوزير عن التخوفات الدولية من قرار فرنسا منع ارتداء البرقع التي صرح بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، أكد الوزير أن القضية ''لا تشكل أي مشكل في الجزائر''. واعتبرت جمعية العلماء المسلمين تصريحات الوزير في حال نقلت بهذا الشكل من قبل الجريدة الفرنسية، إساءة للجالية المسلمة وللمسلمين بشكل عام. وقال عبدوس عبد الرحمان، عضو بالجمعية ورئيس تحرير جريدة البصائر في اتصال ب ''البلاد'' الذي شكك في الجهة التي نقلت التصريحات ''أنه إذا تم نقل تصريحات الوزير بهذا الشكل سيكون رأي الوزير سيئا، بالنظر إلى كون قضية ارتداء النقاب قضية مختلف فيها في الفقه وهو يعتبر رمز إسلامي واجب احترامه، مشيرا إلى أن النقاب لا يعتبر تطرفا بل قناعة وواجب ديني''. وعبر المتحدث عن استغرابه لتصريحات الوزير غلام الله وقال ''على الرغم من ذلك، فإن تصريحات الوزير مخالفة تماما لتصريحات سابقة له بخصوص الموضوع''. في السياق ذاته، استبعد المكلف بالاتصال على مستوى وزارة الشؤون الدينية عدة فلاحي أن يكون الوزير صرح بأن قضية ارتداء البرقع شبيهة بشخص يريد التنزه عاريا، حسب ما نشرته الجريدة الفرنسية. وحاول فلاحي التفريق بين النقاب والبرقع، مشيرا إلى أن البرقع رمز للتطرف وهو مصطلح أفغاني يرمز للجهة التي اشتهرت بانتشار الإرهاب، معتبرا أن قضية ارتداء البرقع في الجزائر مسألة شخصية .