أذكر أن موزع بريد من البليدة، وقع في شر إهماله منذ أشهر، بعدما اكتشفت مصالح الأمن بأن المعني داوم لثلاث سنين على رمي الرسائل في المفرغة العمومية بدلا من إيصالها لأصحابها في اجتهاد واختصارا منه للوقت والجهد، يومها، قامت القيامة وموزع البريد سقط في شر ''مفرغته'' وإفراغه العمومي، لكن الأمر في النهاية رغم طرافته لم يخرج من دائرة أن ''فاكتور'' ''فنيان'' جنى عليه كسله.. بمزبلة أولاد فايت بالعاصمة عثر أطفال يوم أمس كانوا يستمتعون بعطلتهم في روضة ''المزبلة''، على جثة فتاة مقتولة وعارية وممثل بها، كانت جثتها مثل أي ''زبالة'' مطلوب حرقها والتخلص منها، وغير بعيد عن مزبلة أولاد فايت حيث مفرغة بوفاريك، حالف الحظ أطفال آخرين في العثور على ''زبالة'' بشرية أخرى لشاب انتهى به زمن الدفن إلى ملاقاة موته بمزبلة بوفاريك والقضية بهذا الشكل الذي نحياه ونستنشق عفنه تحولت إلى مهازل مجسمة في مزابل أصبحت هي المثوى الأخير لإنسان هذا الوطن، الهارب منا، فبعد واقعة عزيزي المواطن رسائلك في المزبلة، هاهي وقائع عزيزي المواطن جثتك هناك لا تفزع إنها في المزبلة.. دكتور في أمراض الكلى نبهني إلى أن هذا الكائن الجزائري لايزال سعره غاليا في سوق ''العتاد'' البشري، لكن المشكلة أن قيمته تظهر فقط في عروض ''التجزئة''، فالأعين لها سعر عال، والكلى لها سعر غال، والمهم أن يباع بالتجزئة لا ''بالجملة''، فشرط ''الجملة'' يلغى أهمية هذا الكائن، فعدا أنه عتاد صالح للاستعمال في أغراض ''غيارية'' شرط إن لم يعثر عليه جثة هامدة بمزبلة وطنية، فإن فائدته معدومة،