تحولت الساحة الخارجية لمطار الجزائر الدولي، هواري بومدين، في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، إلى ''خلية نحل'' تعج بحركة المحتشدين الذين قدموا من مختلف المناطق لاستقبال أبطال ''قافلة الحرية'' المحررين من قبضة الكيان الصهيوني. لم تنقطع أصوات الجماهير التي قدمت لمساندة العائدين من غزة عن الهتاف والتكبير. وبالرغم من تأخر قدوم الطائرة الخاصة القادمة من العاصمة الأردنية، عمان، والمقلة 31 من أعضاء الوفد الذين غاب عنهم النائب محمد ذويبي الذي بقي في الأردن قصد إجراء عملية جراحية على عينه اليمنى، إلا أن الحشد المتجمع بالمطار الدولي صارع عقارب الساعة إلى غاية منتصف الليل والنصف، حاملا شعارات المساندة والدعم لأهالي فلسطين. ''ألف تحية لأسطول الحرية'' رددت الجماهير المحتشدة أمام المطار الدولي بالدار البيضاء منذ الساعة الثامنة ليلا، شعارات مساندة واعتراف بمكانة القضية الفلسطينية وضرورة تلاحم الجسد العربي لكسر الطوق الذي يخنق به الكيان الإسرائيلي عنق الشعب الفلسطيني. ومن الهتافات التي رصدتها ''البلاد'' ساعة وصول الوفد ''أرض الكرامة والعزة، النصرة لأهل غزة''، ''خيبر خيبر يا يهود، شعب محمد سيعود''، ''ألف تحية لأسطول الحرية''، كما ارتفع دويها بالساحة الخارجية للمطار وسط انسجام بين الراية الوطنية والفلسطينية قصد استقبال أبطال الجزائر الذين رفعوا لواء التحدي في وجه العدو الذي أرهب العالم. تكبير، زغاريد ودموع لاستقبال الأبطال بمجرد خروج المتضامنين الجزائريين من الباب الرئيسي للمطار الدولي، أطلقت الزغاريد ورفعت التكبيرات ودمعت الأعين. ورغم المسافة الفاصلة بين المحتشدين والوفد المشارك بسبب تطويق عناصر الشرطة للمكان بحواجز أمنية، إلا أن هؤلاء المتضامنين تمكنوا من إيصال رسالة شكر وتقدير إلى أبطال ''أسطول الحرية''، واستنكارهم الهجوم الوحشي الذي نفذه الكيان الصهيوني في حق أبرياء عزل دون مراعاة فحوى المواثيق والاتفاقيات الدولية. ''خطبة'' بين الحشود الغفيرة ووسط الزخم الكبير والاحتشاد القوي للحضور، قام رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني بتذكير الجماهير ببطولات الثورة الجزائرية التي تتقاطع مع المقاومة الفلسطينية في جوانب عدة، أبرزها القضاء على العدو الذي يحدق شرا بالدين والعروبة، معتبرا أن ''حضور الفئة الشابة لاستقبال الوفد ما هو إلا دليل على غيرة الشباب على الوطن، التاريخ والدين''. أما عبد الرزاق مقري، رئيس الوفد الجزائري على متن ''أسطول الحرية''، فقد خطب أمام الجماهير قائلا: ''ما حدث هو انتصار ولم يبق لإسرائيل اليوم سوى أن تصادر قوتها وغطرستها، أما حضور الوفد سالما فهو في حد ذاته هزيمة للكيان الصهيوني''.