لمّح رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، إلى التوصل إلى نوع من التوافق مع حركة مجتمع السلم بخصوص المبادرة التي طرحها والمتمثلة في "مرشح توافقي". فيما استبعد تأثر الجزائر بما يحدث في مصر. وأوضح مناصرة، على هامش ندوة صحفية أمس، وجود نوع من التوافق بين التغيير وحمس حول مبادرة بخصوص الرئاسيات المقبلة، حيث قال "وجدنا بعض الأحزاب تميل إلى التوافق.. وبدأت تقتنع بهذا الطرح"، مقدما مثالا على بعض الأحزاب الإسلامية "مثل حمس التي طرحت مبادرة فيها هذه الأفكار". أما عن التيارات الوطنية فقال بشأنها "لها قابلية ولكن نتفهم ظروفها"، حيث جدد مناصرة طرحه "مبادرة الوفاق الوطني"، لدى افتتاحه أشغال اللقاء الوطني لمسؤولي العمل الطلابي، مجددا طرح تشكيلته السياسية ل"مبادرة وفاق وطني" تعمل على إنجاح التحول الديمقراطي الحقيقي، وتكون مناسبة الرئاسيات مناسبة لهذا التحول، تنص بنودها على تقديم مرشح توافقي بين التيارات الإسلامية وتلك التي تسمي نفسها علمانية وكذا الوطنية. وفي هذا الشأن قال رئيس جبهة التغيير إن المرشح التوافقي "لا بد أن يلتزم بعهدة واحدة بعد فوزه في الانتخابات لضمان تحول ديمقراطي حقيقي في الجزائر"، كما يتعهد هذا الرئيس المتوافق عليه والمنتخب ب"دستور توافقي" ليعرض للاستفتاء الشعبي، ثم بعد ذلك انتخابات تشريعية ومحلية مسبقة. وأشار مناصرة إلى أن مبادرة وفاق وطني بين التيارات السياسية "لا تعني أن يكون هناك مرشح واحد في الانتخابات"، بل يمكن أن يكون هناك مرشحان للانتخابات في إطار التنافسية والتعددية. من جهة أخرى أكد مناصرة أن تشكيلته السياسية تدعو إلى "إصلاح حقيقي للدستور وعدم الاكتفاء بتعديلات بسيطة وإلى تنظيم تشريعيات ومحليات مسبقة بغية تحقيق برلمان قوي ومؤسسات محلية تستطيع تحمل مشاكل الشعب"، وفي هذا الشأن أشار إلى أن التشريعيات والمحليات السابقة "أفرزت مؤسسات هشة" لأنها حسبه "بنيت على التزوير وتغييب الشعب" وسجلت "مقاطعة كبيرة" مما نجم عنها "أداء سيئ للمؤسسات المحلية أدى إلى الانفصال بينها وبين الشعب"، كما قال مناصرة إن الهدف من طرح المرشح التوافقي صناعة رأي عام حزبي سياسي، خصوصا بعد ملاحظة ترشيحات استقطابية. من جهته أخرى، استبعد مناصرة تأثر الجزائر مما يحدث في مصر، معتبرا ذلك انقلابا واضحا على الشرعية، ومحاولة للتلاعب بين شرعية الشارع وشرعية الصندوق، رغم أنه كان يمكن معالجة الوضع بمزيد من الحوار والتفاوض والتوافق، بدل الدفع إلى مزيد من الاحتقان والاضطرابات. ودعا بالمناسبة إلى ضرورة الحفاظ على وحدة مصر واستقرارها، والبحث عن الحلول السلمية، وإغلاق أبواب العنف لأن الجميع سيخسر من هذا المسار.