يتداول الأطباء والممرضون في كثير من المستشفيات الجزائرية قصة مريض بالضغط الدموي مهووس بالفريق الوطني يتنقل إلى مصالح الاستعجالات لمتابعة المقابلات وليكون بالقرب من مصالح الإنقاذ، إذا تعرض لانتكاسة بسبب كثرة الانفعالات. قد تكون القصة حقيقية وقد تكون خيالية، لكنها تعكس حساسية وضع المصابين بأمراض السكري والقلب وضغط الدم، المدمنون على مشاهدة كرة القدم. وينصح الأطباء المرضى المصابين بالقلب على وجه الخصوص وخصوصا الذين يعانون من ذبحات صدرية وتصلب الشرايين بالامتناع عن متابعة المقابلات الرياضية كلية، لأن الانفعالات الشديدة تؤدي إلى زيادة تدفق الدم، ما يهدد بحدوث مضاعفات صحية قاتلة أحيانا. وفي حالة الإصرار ينصح الأطباء المرضى بأخذ الاحتياطات المناسبة وخصوصا للمصابين بالسكري والقلب والأوعية بتناول الأدوية قبل انطلاق المقابلات، لأن الانخراط في أجواء المقابلات الكروية تنسي المريض تناول دواءه ما يخلف آثارا صحية خطيرة. ويدعو المتخصصون المصابين بهذه الأمراض إلى متابعة مقابلات كرة القدم رفقة عدد قليل من الأفراد، لأن المتابعة الجماعية تخلق أجواء مشحونة تزيد في الانفعالات، كما ينصح بتجنب مشاهدتها فرادي خشية حدوث أزمات مفاجئة للمرضى. ولا يتوقع أن تؤدي مقابلة الفريق الوطني هذا اليوم إلى حوادث صحية، في ظل تواضع توقعات الجزائريين بالفوز، بعكس المقابلتين الفاصلتين مع مصر في 14 و 18 نوفمبر الماضي، حيث سجلت عدة وفيات بسبب أزمات قلبية.ولم تمثل تلك الوفيات الناتجة عن الانفعالات إلا نسبة قليلية من الوفيات التي حدثت بعد تأهل الجزائر إلى مونديال جنوب إفريقيا، حيث توفي 18 شخصا في حوادث مرور .