دعا أطباء في حديث مع ''المساء'' كل المرضى الذين يعانون من ارتفاع في الضغط أو المصابين بالسكري أو حتى ذوي ''النفوس الرهيفة'' عامة ومرضى القلب على وجه الخصوص بالابتعاد عن كل ما يثير الانفعال لديهم، وتحديدا مباريات المنتخب الوطني في إقصائيات الدور الأول من المونديال الجاري في جنوب إفريقيا وهذا تفاديا لأي رد فعل غير مرغوب فيه قد يعقد من حالاتهم المرضية. أكد أطباء تحدثنا إليهم حول موضوع الصحة والمونديال أن الطبيب لا يمكنه منع مريضه من أي شيء يود فعله حتى ولوكان مضرا بصحته، وإنما يكتفي بتقديم جملة من النصائح له من شأنها التخفيف من حدة تعقيدات مرضه، أو حتى تحقيق بعض ما قد يشعر به المريض تجاه أمر معين أو موقف ما، وبما أن مجريات الحدث الكروي العالمي الجارية بجنوب إفريقيا تتم بمشاركة منتخبنا الوطني، فإنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال منع أي مواطن يرغب في مشاهدة مباريات فريقه الوطني مهما كانت ظروفه الصحية، ولئن أبدى بعض الأطباء تساهلا في ذلك بالنسبة لمرضى السكري والضغط إلا أنهم أبدوا حزما في حثهم لمرضى القلب والضغط، ولمن سبق وأن عانى من جلطات دماغية في الابتعاد كليا عن متابعة مقابلات الفريق الجزائري في إقصائيات الدور الأول من المونديال لما قد يشكله ذلك من خطورة على صحتهم. نشوف واللي صار يصير وقبل أن تعرف ''المساء'' رأي ذوي الخبرة الطبية في هذا الموضوع سألت بعض المواطنين عن الموضوع، من بينهم مُسن التقته ''المساء'' عند أحد البقالين، وقد بادرته بالسؤال لما سمعت حديثه مع البائع حول أداء أشبال سعدان في مونديال جنوب افريقيا، حيث قال إنه وبالرغم من معاناته من ارتفاع الضغط يصر على متابعة كل أطوار مقابلات الفريق الوطني مهما كانت النتيجة، واعترف محدثنا بأنه يحس بتسارع في دقات قلبه ويتصبب العرق من جسمه، ولكنه يأخذ كل احتياطاته قبل كل مباراة بحرصه على تناول دواء الضغط، إلى جانب تحضيره لشخصه نفسيا باحتمال الإخفاق قبل الفوز. وذكر البقال الذي انضم إلينا في الحديث أنه لا يعاني من أي مرض ولكنه يحس بأسف شديد يسبب له تسارعا في دقات القلب كلما أهدر رفاق عنتر يحيى هدفا محققا، أو إذا سجل عليهم هدف، واعترف المتحدث أنه لم يفكر يوما في عواقب الانفعال الكبير على صحته، ويعتقد أن الأخبار التي تتداولها الصحف عن وفاة مناصر إثر تتبعه لمجريات مقابلات الفريق الوطني مبالغ فيها وقال ''كرة القدم تبقى مجرد لعبة لا تقبل القسمة على اثنين بل تعترف بفائز واحد، ومثلما قد يفوز المنتخب الوطني فإنه قد يخسر كذلك، صحيح أننا نريد النصر لفريقنا خاصة وأنه ممثل العرب الوحيد في مونديال ,2010 ولكن الانفعال الزائد عن حده أمر أرفضه شخصيا، فالواحد منا عليه أن يكون واقعيا وأعتبر هذا المونديال بمثابة التحضير المعنوي الحقيقي للفريق الشاب الذي يعدُه المستقبل الكروي بأشياء ثمينة بعد أن أثبت جدارته بذلك، وأدعو من جهتي كل من يرى أن نفسه ضعيفة أو أنه سريع الغضب والانفعال أن يتريث وأن يقبل بالهزيمة مثلما يفرح بالنصر''. وكشف مواطن آخر يعاني من ضغط الدم المزمن أنه يعتبر كرة القدم ربحا وخسارة، ويعترف بأنه يشعر بإحباط شديد لدى إهدار أشبال سعدان لأهداف كثيرة أو حتى لهزائم متوالية في الفترة الأخيرة جعلت ضغط الدم لديه يتذبذب، لدرجة أن أهله نصحوه بالابتعاد عن متابعة المباريات، ولكنه يعلق ''هذا مستحيل نشوف والأعمار بيد الله''. تجنب الانفعال والقهوة والمشروبات الغازية الانفعالات الزائدة تؤدي إلى مضاعفات وأزمات قلبية قد تؤدي إلى وفيات محتملة بين المناصرين وفقا لما يقوله الأخصائيون، وتظهر خطورة الانفعال في احتمال حدوث جلطة قلبية أو دماغية قاتلة بسبب إحتشاء عضلة القلب. كما أن التسارع في دقات القلب قد يدخل القلب في اضطراب كهربائي قد يؤدي إلى حدوث سكتة قلبية قاتلة بين مختلف الأعمار وليس لدى فئة معينة من العمر. وتحذر الدكتورة بوبكر نصيرة طبيبة عامة من خطورة الانفعال المتزايد أثناء مشاهدة مباريات الفريق الوطني على شاشات التلفاز لما لذلك من تأثير سلبي على القلب والشرايين، موضحة أن الجسم يفرز هرمون الأدرينالين بصفة مضاعفة أثناء المشاهدة، وهذا الهرمون يتسبب في رفع الضغط الشرياني ويؤدي إلى تسارع دقات القلب وانقباض الشرايين التاجية، ما يشكل خطرا على مرضى الضغط الشرياني، كما أن ارتفاع الضغط الشرياني المفاجئ قد يؤدي إلى جلطات دماغية خطيرة، وأن انقباض الشرايين المفاجئ قد يؤدي أيضا إلى جلطة حادة في عضلة القلب ما ينتج عنه في كثير من الأحيان وفيات، وينصح الدكتور ''بن موفق محمد'' رئيس مصلحة الاستعجالات لمستشفى الرويبة الشباب وبالذات المرضى بتوخي الحذر قبل مشاهدة المباريات وتناول أدويتهم مباشرة قبل بدء المباريات وقياس مستوى الضغط الشرياني، ومرضى الذبحة الصدرية بتناول أدويتهم قبل انطلاق المباراة. وبما أن مباريات كرة القدم مشحونة بالمنافسة والانفعالات فإنه ينصح بالابتعاد كليا عن الانفعالات بالنسبة لمن يعانون من فرط الانفعال تجنبا لأية مضاعفات، وذلك بتوقع كل الاحتمالات فكُرة القدم في النهاية رياضة تحتمل الخسارة كما تحتمل الربح. ويؤكد المتحدث تأهب مصالح الاستعجالات لاستقبال حالات مرضية ناتجة عن الجلطات القلبية أو الدماغية المحتملة خلال مشاهدة المباريات، سواء في الملاعب المحلية أو العالمية وحتى من خلال المشاهدة عبر التلفاز، خاصة لدى المرضى الذين سبق لهم وأن تعرضوا لجلطات قلبية أو دماغية فاحتمال الإصابة المتكررة لديهم يتضاعف على اثر أدنى انفعال، ولا يحدث هذا عند إخفاقات المنتخب الوطني فقط وإنما كذلك اثر تحقيق النصر، وذلك بسبب حوادث المرور التي تخلفها هستيريا الأفراح. وينصح الدكتور فكيري (طبيب عام) بتجنب الإكثار من شرب القهوة والمشروبات الغازية أثناء مشاهدة المباريات لاحتوائها على مادة الكافيين التي تضاعف من خطورة الانفعال لتأثير هذه المادة السلبي على القلب، كما يمكن أن تسبب ارتفاعا للضغط الشرياني، وتسارعا في دقات القلب، وكذا تجنب تناول المواد الغذائية المالحة، مثل الشيبس والمكسرات لتأثير ملح الطعام الذي يحتوي على الصوديوم على مرضى الضغط، ما يعمل على رفع الضغط الشرياني ويسبب مضاعفات صحية لا تحمد عواقبها.