بهذه العبارات المستلهمة من حديث المنبت الذي لم يبق ظهرا ولا قطع أرضا، نبدأ الحديث لعناصر القاعدة أو أنصار الشريعة أو السلفية، ومهما تنوعت أسماؤهم وصفاتهم سواء في تونس أو الجزائر أو غيرها، بأن الإرهاب هو اللامشروع، بمعنى أن الإرهاب ليس له مشروع ولا يمكن أن يكون مشروع مجتمع لأنه ببساطة حرب على الأوطان، والحروب على الأوطان خاسرة مسبقا. لذا لا يمكن أن تكون هذه الحروب مشروع مجتمع أو وطن أو دولة ولم يسبق أن شهد التاريخ انتصار من شن حربا على وطنه، وهذا سوف يدركه اليوم من سيبقى على قيد الحياة في جبال الشعانبي، لكن بعد خسائر لا يمكن جبر أضرارها، هذه هي الحقيقة التي يجب أن يدركها هؤلاء الإرهابيون وأن يدركوا أن ما يسعون إليه طريق مسدود دون آفاق ولا مستقبل، لأن الأوطان ببساطة لا تبنى على الجماجم ولا تروى بأنهار الدماء ولا تعمر بالعدمية والإقصاء والتهميش.. وإلا فهل يستطيع أن يجيب هؤلاء الإرهابيون اليتامى والثكلى وغيرهم من الضحايا بأي ذنب قتلت من كان يعيلهم، بسبب ماذا ولقاء ماذا، وهل ما كانت تصبو إليه يبرر إزهاق الأرواح وتنصيب النفس ربا يهب الحياة لمن يشاء وينزعها لمن يشاء، أم أن هؤلاء سيطوعون النصوص ليحولوا الخالق وواهب الحياة إلى آلة فرز يوم القيامة يوم يبعث الناس على نياتهم كما كان يقول منظرو العدمية في الجزائر، فتفصل الآلة بين أصحاب النار وأصحاب الجنة، فيكون هؤلاء إلى الجنة وأولائك إلى النار، بهذا يبرر الإرهابي لنفسه حق القتل طالما أن الكل يُبعث على نياته. الإرهابي الجيد إرهابي ميت أو مفقود أو معطوب أو نادم ولات حين ندم والسيناريو المتوقع عند البقايا معروف.. مراجعات ندم واعتراف ولكن بعد ماذا بعد فوات الأوان، وربما نجومية ولكنها جيفة نتنة.