كعادته كان ضيف "ركن نوستالجيا" متواضعا إلى أبعد الحدود، وهو ما عهدناه على صانع ألعاب اتحاد الحراش سابقا والمنتخب الوطني خالد لونيسي، الذي حاولنا أن نتعرف على يومياته في الشهر الفضيل وكيف يقضيها بين الصيام وعمله الجديد كمدرب لنادي "عزازڤة"، وهي اليوميات التي اعتبرها عادية إلى أبعد الحدود. ولم يغفل لونيسي التحدث عن السبب الرئيسي الذي جعله يختار كرة القدم بعد أن كان على وشك أن يصبح مصارعا في الجيدو. وبعيدا عن كل هذا، عاد "جحا" كما يحلو لأبناء الصفراء مناداته إلى بعض مغامراته مع المنتخب الوطني لكرة القدم، خاصة في الشهر الفضيل والسبب الرئيسي الذي دفعه للغياب عن لقاء مالي في تصفيات أمم افريقيا. ولم ينس أيضا المدرب الحالي لنادي عزازقة التطرق إلى المواجهة الودية بين الخضر في تلك الحقبة والذي كان يشرف عليه إيغيل، وأوكسير الفرنسي وما قاله المدرب الشهير "ڤيرو"، لا سيما وأن المباراة لعبت في شهر رمضان. وتبقى أسوء ذكرى للدولي السابق، خروجه من المنتخب الوطني في عهد فرڤاني بعد تدخل أحد الرؤساء السابقين في الأندية العاصمية والذي ضغط من أجل أن يستدعي لاعبه عوضا عنه. أولا كيف حال خالد لونيسي وماهو جديده؟ الحمد لله أتواجد في أحسن أحوالي وأشكركم على السؤال. أما بالعودة إلى جديدي، فأقول إنني أدرب في الوقت الراهن نادي عزازڤة والأمور تسير في أحسن الظروف بالنسبة لنا وأتمنى أن تبقى الأمور على حالها. كيف تقضي يومياتك في الشهر الفضيل؟ ككل جزائري أنهض في الصباح الباكر للتسوق وبعدها أعود إلى البيت من أجل النوم، وفي السهرة أصلي العشاء ثم أتنقل مباشرة إلى التدريبات مع فريقي عزازڤة.. أقول أنها يوميات عادية بشكل كبير وليس فيها أمور قد تخرج عن العادة. اجميع يعرف خالد لونيسي الذي له باع في كرة القدم الجزائرية كما كانت له تجارب في الخارج، لكن قلة تعرف بداياتك مع الكرة، حدثنا عن ذلك؟ بداياتي عادية وكانت في دورة كروية في أحياء الحراش، لكن أقول إنني لعبت بعد ذلك رياضة "الجيدو" التي كنت أعشقها، لكن جاء لي مدربي في الجيدو مصطفى ماباد وقال لي إنه من الضروري أن أختار بين الجيدو أو كرة القدم، وقد فضلت في الأخير أن أتجه إلى كرة القدم التي وجدت فيها راحتي كثيرا وبعدها الجميع يعرف القصة. هل أنت من الذين يحبذون مواصلة الرياضة والتدريبات في الشهر الفضيل أو العكس؟ أقول لك إن كل ذلك مرتبط بالدرجة الأولى بالمناخ السائد في شهر رمضان.. بالنسبة لي كمدرب في الوقت الراهن ألغيت التدريبات الصباحية بسبب الحرارة الزائدة، لا سيما وأن اللاعب يكون في حالة صعبة خاصة مع نقص الماء في الجسم وأذكر أن هناك زملاء لي عندما كنت لاعبا قد أغمي عليهم في اللقاءات بسبب الصيام، لكن لا يجب تعميم ذلك لأن الصيام مفيد للجسم ويعتبر حمية جيدة وأذكر أن نصر حسين داي استقدم لاعبين من افريقيا صالا وجالا في النادي في شهر رمضان خاصة وأنهما لا يؤديان فريضة الصيام، لكن بعد نهاية شهر رمضان ظهرت حقيقة الأمر ومحدودية مستوى الثنائي الافريقي. ماذا عن مغامراتك مع الصيام عندما كنت لاعبا سواء في اتحاد الحراش أو مع المنتخب الوطني لكرة القدم؟ ليست لي ذكريات كبيرة رغم أنه لدي تاريخ طويل وعريض في المنتخب الوطني، لكن أفضل ما أتذكره عن شهر الصيام وأنا لاعب أنني رفضت التنقل إلى مالي في لقاءات الخضر، وكان مهداوي مدربا لنا وكنا صائمين وكانت درجة الحرارة في العاصمة المالية بماكو تصل إلى 42 درجة، حيث افتعلت الإصابة ووضعت الجبس لكن في الأخير تبين أنني كنت مصابا حقا على مستوى المعصم كما أنني أتذكر أيضا مباراة أخرى. تفضل.. لقاؤنا الودي الذي جمع المنتخب الوطني بنادي أوكسير الفرنسي، وكنا صائمين في تلك الحقبة الزمنية، حيث كان مزيان ايغيل مدربا للخضر وقال لنا المدرب الفرنسي الشهير "غيرو"، "أنتم صائمون لا أصدق".. لا أخفي عليك أننا كنا نحافظ على صيامنا حتى في أصعب الأوقات التي نمر بها . وماذا عن اتحاد الحراش، هل سبق لك وأن أفطرت؟ كان ذلك عندما كنت في صنف الأواسط، حيث لم أقدر على مواصلة إحدى المباريات وكانت شفتاي زرقاوتين وهو الأمر الذي دفعني إلى البقاء تحت المرش وشربت بعض الماء. في الحراش الجميع يتذكر قصة سرقة كتاب للمدرب السابق رمضاني الذي جلبه من ألمانيا ويحوي مناهج التدريب؟ صحيح، أولا أقول إن رمضاني من بين المدربين الكبار الذين عرفتهم وأثروا في بشكل كبيرا من عدة نواحي. أما بالعودة إلى الحادثة فإن جل ما حصل أنه بعد إحدى الحصص التدريبية خرجنا من غرف حفظ الملابس، لنسمع رمضاني يقول إنه تم سرقة كتاب خاص به يحوي جل المناهج التدريبية وقال بالحرف الواحد "الذي أخذه نوكل عليه ربي"، وفي قرارة نفسه كان يعرف جيدا من أخذه وهو لاعب سابق أصبح مدربا الآن. وصل إلى مسامعنا أن اسمك سحب من المنتخب في عهد فرڤاني لأغراض ليست لها علاقة بالمستوى، هل هذا صحيح؟ نعم حقيقة كان ذلك في حقبة علي فرڤاني الذي اختار أن يشرك أحد اللاعبين المنتمين للأندية العاصمية، خاصة وأنه كان في تلك الحقبة رئيسه كان لديه نفوذ كبير على المنتخب الوطني وهو الأمر الذي بقي يحز في نفسي كثيرا. تجاربك الاحترافية كثيرة، لكن فشلت في اللعب للفرق الكبيرة؟ حقيقة كانت لدي العديد من التجارب الكروية سواء في أوروبا أو في الخليج وعلى وجه التحديد القادسية السعودي، الذي لم أتأقلم معه جيدا. أما العرض الذي لا أزال نادما عليه كثيرا هو عرض أوكسير الفرنسي، حيث تربصت مع الفريق لمدة عشرة أيام كاملة وكنت على وشك التعاقد معه، لكن لسوء الحظ أن والدي كان مريضا جدا. أمضيت أيضا في نادي مولودية الجزائر، لكنك لم تنجح؟ صحيح كان ذلك في سنة 1995 وأقول إنني قمت بغلطة كبيرة وأنا ألتحق بهذا النادي ليس تصغيرا له، لكن المشاكل الكبيرة أثرت في الفريق، حيث كان هناك رؤساء كثر وليس رئيسا وحيدا للفريق، وهو الأمر الذي أثر كثيرا على هذا النادي. وماذا عن تجربتك في برج منايل؟ كنت سعيدا وفخورا بحمل ألوان شباب برج منايل وذلك بطلب من الرئيس الراحل تحانوتي الذي كنت أحترمه كثيرا، لا سيما وأنه وقف إلى جانب عائلتي في الأوقات الصعبة، وهو الأمر الذي لن أنساه أبدا ولم أندم أيضا على حمل ألوان الفريق المنايلي. سؤال يحير الجميع لماذا استقلت من تدريب الصفراء بعد أن كنت سببا في صعوده إلى الرابطة المحترفة الأولى؟ أقول إن محمد العايب عرض علي في تلك الحقبة أن أبقى في الطاقم الفني للحراش، لكن كمدرب مساعد لشارف وهو الأمر الذي رفضته جملة وتفصيلا، خاصة وأنني في نفس السنة فزت على شارف الذي كان يشرف على جمعية وهران، فلا يعقل أن أكون مساعدا للمدرب الذي فزت عليه في البطولة الوطنية. هل من كلمة أخيرة؟ أتمنى شهر رمضان مبارك وعيد سعيد لجميع الشعب الجزائري.