بوتفليقة يستعد لإعلان حركة عميقة تشمل مسؤولي 20 ولاية والي تيزي وزوأمينا عاما للداخلية وترقية خمسة آخرين في السلك الديبلوماسي والي تبسة يخلف بودربالة ووالي سطيف على رأس الحماية المدنية أفادت مصادر متطابقة بأن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، يستعد لإعلان حركة عميقة في سلك ولاة الجمهورية تشمل قرابة 20 ولاية بين تحويل وإنهاء مهام وترقية أمناء عامين لتولي مناصب ولاة. وحسب المعطيات التي استقتها البلاد من مصدر مطلع فإن والي تيزي وزو عبد القادر بوعزغي يتم تعيينه في منصب الأمين العام لوزارة الداخلية، في حين تقرر ترقية خمسة آخرين في مناصب سفراء في بلدان إفريقية وأوروبية. وذكرت المصادر أن اللجنة المكلفة بالفصل في تفاصيل الحركة، أنهت عملها مؤخرا وأخذت طريقها إلى رئاسة الجمهورية، فور إنهائها قصد إطلاع الرئيس بوتفليقة عليها للفصل فيها بصفة نهائية. وتحفظ أمس مصدر رسمي من وزارة الداخلية على الخوض في تفاصيل الحركة، في حين أوردت مصادر "البلاد" نقلا عما تسرب من معلومات أن الحركة ستشمل زيادة على ولايات عنابة وقسنطينة ووهران وتلمسان، (ولايات تمت ترقية مسؤوليها إلى وزراء في حكومة سلال قبل أيام) ولايات كل من تيزي وزو والمدية وتندوف وبرج بوعريريج والنعامة والبليدة والطارف وخنشلة وتبسةوسطيف وسكيكدة والبيض وسوق أهراس والوادي. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن القائمة قد تشمل 5 ولايات أخرى من الغرب والجنوب. وأوضحت مصادر الجريدة أن الحركة المرتقبة تتمثل أساسا في إنهاء مهام الولاة الذين بلغوا سن التقاعد، وترقية مسؤولين في مناصب مختلفة إلى رتبة ولاة، منهم 4 ولاة سيتقلدون المنصب لأول مرة، بينهم امرأتان. وأضافت المصادر أن مصالح وزارة الداخلية تلقت طلبات متصلة بإعفاء من الخدمة، و3 طلبات تحويل، بالإضافة الى حالات إحالة على التقاعد بالنسبة للأشخاص البالغين سن التقاعد في سلك الولاة والولاة المنتدبين والأمناء العامين. وحسب مصادر "البلاد" سيتم تعيين وزير سابق في منصب والي ولاية وهران خلفا لعبد المالك بوضياف الذي عين وزيرا للصحة في الحكومة الجديدة، وتحويل والي برج بوعريريج عز الدين مشري على رأس ولاية عنابة خلفا لمحمد الغازي الذي عين في منصب وزير لدى الوزير الأول مكلف بالخدمة العمومية. كما تقرر ترقية واليين في مناصب هامة منهم والي تبسة مبروك بليوز الذي شغل منصب وال لمدة 15 سنة ومناصب إدارية عدة طيلة 40 سنة الماضية حيث سيتم تعيينه في منصب المدير العام للجمارك الجزائرية خلفا للمدير الحالي محمد بودربالة الذي سيتولى منصب سفير في دولة أوروبية خلال الحركة المقبلة في السلك الدبلوماسي. كما يرتقب أيضا تعيين والي سطيف الحالي عبد القادر زوخ في منصب مدير عام للحماية المدنية خلفا للعقيد لهبيري الذي سيحال على التقاعد بطلب منه. وذكرت مصادرنا أن خمسة ولاة حاليين من الغرب والوسط والجنوب ستم تعينهم في مناصب دبلوماسية كسفراء وقناصلة عامين في بلدان إفريقية وأوروبية منهم والي العاصمة المرتقب تعيينه في منصب قنصل عام بالعاصمة الفرنسية باريس. ويرتقب حسب مراقبين أن يولي القاضي الأول للبلاد أهمية خاصة للإطارات الشابة في الإدارة، والتي دعا أكثر من مرة إلى الاهتمام بها، في إطار تشبيب الإدارة بغرض إعطاء نفس قوي وجديد للمخطط الخماسي الجاري تنفيذه، وغلافه المالي الكبير الذي يناهز 300 مليار دولار. وربطت المصادر هذا التوجه قياسا بلهجة الخطاب الذي ألقاه عشية الانتخابات التشريعية المنقضية حينما دعا الشباب للاستعداد لتولي المسؤوليات الكبرى وضرورة إدماج العنصر النسوي في المناصب المفتاحية للدولة. فزيادة على ترقية العديد من إطارات الجماعات المحلية من "الجيل الجديد" إلى مصاف ولاة للجمهورية، يدور الحديث عن تعيين مرتقب لامرأتين على رأس ولايتين محوريتين، اقتداء ب"الزحف النسوي" على مناصب البرلمان في العهدة الجارية ومجاراة للتجربة الاستثنائية التي جسدتها الوالية يمينة زرهوني، التي تبوأت هذا المنصب لأكثر من ثماني سنوات بولايتي مستغانم وبومرداس، إضافة إلى تجربة الوالية المنتدبة للمقاطعة الإدارية لزرالدة.