تسبب صراع بين جمعيتين فلاحيتين تضمان عشرات الفلاحين ببلدية أولاد سي سليمان بباتنة في استغلال غير عقلاني لمنبع قوشبي التاريخي مما تسبب في انخفاض منسوب المياه فيه حسب ما أكده مختصون، ويعد منبع قوشبي المعروف بالمنطقة واحدا من المعالم التاريخية إذ إنه يعود حسب العارفين والمؤرخين إلى فترة ما قبل الميلاد، ويعرف بخصائصه العلاجية العالية التي جعلته يستقطب المتداوين من الروماتيزم وأمراض الكلى، فضلا عن المواطنين الذين يتيمنون بمياهه. وقد أشارت تقارير إلى أن مياه المنبع قد نضبت نتيجة الاستغلال المفرط الجوفية بالموقع، وقد تدخلت السلطات المحلية ممثلة في بلدية ودائرة أولاد سي سليمان من أجل فض النزاع القائم بين الجمعيتين الفلاحيتين اللتين يمتلك فلاحوهما بساتين الأشجار المثمرة المنتجة بالخصوص لفاكهة المشمش التي تشتهر بها المنطقة كونها تندرج ضمن قطب نقاوس لإنتاج المشمش، حيث تم التوصل إلى اتفاق كتابي وافقت عليه الجمعيتان الفلاحيتان من أبرز ما تنص عليه الاتفاقية هو عدم استخدام المضخات في استخراج المياه الجوفية من الآبار التي قام الفلاحون بتنقيبها بالقرب من منبع قوشبي. وهذا بعد أن تبين أن استخراج المياه بالمضخات كان العامل المتسبب في جفاف منبع الماء، حيث أكدت مصادر محلية أن مكتب دراسات تقنيا مختصا حل بالمنطقة لمعرفة أسباب نضوب المنبع خصوصا أن الظاهرة غير مسبوقة. وحسب معلومات فإن التنافس لا يزال مستمرا بين الجمعيتين رغم موافقة كلا الطرفين على ما ورد من بنود في الاتفاقية غير أنهما واصلتا التعنت باستغلال المياه الجوفية من الآبار بواسطة المضخات على حساب فلاحين آخرين كانوا يستغلون مياه المنبع أيضا في سقي البساتين وهو ما آثار استياءهم على غرار المواطنين الذين يقصدون المنبع للتداوي بمياهه الطبيعية، وقد قامت بلدية أولاد سي سليمان بتوجيه إعذارات وتحذيرات للفلاحين تحت طائلة اللجوء إلى العدالة في حالة عدم استجابتهم ومواصلتهم الإضرار بهذا المعلم الهام.