نقابات التربية تعلن عن شل القطاع خلال أكتوبر القادم تشهد العاصمة اليوم وغدا زحف الآلاف من البطالين ومستخدمي عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية، احتجاجا على ما وصفوه بتراجع الحكومة عن تلبية مطالبهم الخاصة بتوفير مناصب عمل دائمة، مهددين بإلهاب الشارع. ويبدو أن الدخول الاجتماعي لهذه السنة مر في ظروف عادية وصفتها الحكومة بالهادئة، إلا أن الأمر لم يكن في الحقيقة سوى الهدوء الذي يسبق العاصفة، حيث ستشهد الجزائر العاصمة اليوم وغدا قدوم الآلاف من الشباب البطال وكذا مستخدمي عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية، والذين قرروا تنظيم احتجاج كبير تعبيرا عن استنكارهم لإخلاف الحكومة بوعودها السابقة، حسب قولهم، بخصوص إدماجهم ضمن مناصب عمل دائمة، حيث اتهم رئيس لجنة البطالين الطاهر بلعباس، الحكومة بعدم تحقيق المطالب التي رفعتها، مشيرا إلى أن آليات التشغيل في البلاد لا تزال تخضع للبيروقراطية التي حرمت العديد من الشباب من أبسط حقوقهم في مقدمتها الشغل. وكشفت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، أن الوقفة الاحتجاجية الواسعة التي تنظمها اليوم، تأتي تعبيرا عما وصفته بالسياسة الفاشلة للحكومة في القضاء على مشكل البطالة، معتبرة قراراتها ظرفية وتفتقر إلى الدراسة المعمقة والتطبيق على أرض الواقع، ولم تكن سوى مجرد خطة لتهدئة الوضع بعد الاحتجاجات العارمة للبطالين التي عرفتها عديد الولايات، مستدلة بقرار وزير المالية القاضي بتأجيل تطبيق الإعفاء من الفوائد الربوية على القروض، وتصريح الوزير الأول سلال حول استحالة التوظيف في القطاع العمومي، إلى جانب محاولات إجهاض الحراك الاجتماعي والنقابي، مهددة بتصعيد الحركات الاحتجاجية على المستوى الوطني إلى غاية تلبية مطالب البطالين. وفي السياق، ستشهد عدد من الولايات عبر الوطن وقفات احتجاجية لبطالين ممن تعذر عليهم التنقل إلى العاصمة، في خطوة لمساندة الباقين. الآلاف من مستخدمي عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية سينزلون إلى الشارع الأحد كما ينتظر أن تشهد العاصمة غدا تدفق الآلاف من مستخدمي عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية، والمقدر عددهم بأزيد من 600 ألف، لتنظيم وقفة احتجاجية مطالبين الحكومة بتنفيذ وعودها الخاصة بالإدماج، ومعبرين عن استنكارهم لما اعتبروه سياسة الترهيب المنتهجة في حق النقابيين بعد توقيف عدد منهم بسبب العمل النقابي، ومحاولة قوات الأمن ثنيهم عن الاحتجاج. ووصفت النقابة وعود الحكومة بالكاذبة، متهمة إياها بالسعي لإحباط عزيمة المحتجين من خلال الوعود التي تطلقها عشية كل وقفة احتجاجية، حتى توهمهم بأن مشاكلهم ستحل، واستنكرت القرار الأخير الذي أعلن عنه الوزير الأول عبد المالك سلال بعدم وجود أي إمكانية للتوظيف بالقطاع العمومي في الفترة الحالية، ما يعني أن إدماج هذه الفئة ذهب أدراج الرياح، الأمر الذي دفعها إلى حشد الصفوف من أجل تنظيم وقفات احتجاجية متتالية لإرغام السلطات على التراجع عن قراراتها التي لا تخدم الصالح العام حسب تعبيرها وتوفير مناصب عمل قارة للمحتجين عوض المناصب الهشة التي استنزفت قواهم مقابل أجر زهيد لا يكفي قوتهم. ويأتي احتجاج مستخدمي عقود ما قبل التشغيل، بعد يوم واحد من احتجاج البطالين، ما ينذر بغليان واسع في الجبهة الاجتماعية من شأنه أن يضع الحكومة في موقف صعب. نقابات التربية تهدد بشل القطاع خلال شهر أكتوبر القادم سيعرف قطاع التربية احتجاجات واسعة خلال الأيام القادمة، حيث هددت النقابات المستقلة على رأسها "اونباف، كنابست والسنابست" بتنظيم سلسلة إضرابات، في سبيل إرغام الوزارة على تلبية مطالبها المرفوعة. وهددت نقابة أونباف بتنظيم إضراب وطني يوم 5 أكتوبر القادم احتجاجا على عدم تجسيد مطالبها المرفوعة، فيما يتعلق بمراجعة اختلالات القانون الخاص، طب العمل والخدمات الاجتماعية والسكن إلى جانب منح الجنوب التي لم يتم تحيينها بعد. فيما أعلنت كل من نقابتي الكنابست والسنابست عن تنظيم إضراب خلال الشهر القادم في حال لم تخط الوزارة أي خطوة في سبيل فتح الحوار لتلبية المطالب.