- أرجح أن ليبيا وأمريكا اتفقتا مسبقا وفي الخفاء على تنفيذ العملية - أمريكا درّبت جنودا ليبيين للقيام بعملياتها على الأرض الليبية أكد العقيد السابق في المجلس العسكري الانتقالي اللّيبي، صلاح الزّاوي، وجود المتهم بالإرهاب أبو أنس الليبي على الأراضي الليبية، مفندا بذلك تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي تكلم فيها عن وجود أبو أنس بأمريكا. كما قال المتحدث في حواره مع "البلاد"، إن الملف الأمني للمتهم اللّيبي نظيف ويخلو من أي محاكمات في قضايا سابقة، ورفض العقيد، صلاح الزاوي، إسناد لقب الإرهابي لأبو أنس الليبي، مشيرا إلى أن التهمة لم تثبت عليه بعد ولم يجري تحقيق في ملفه ولا محاكمته. - بحكم خبرتكم في الأمن العسكري اللّيبي، هل لكم إطلاعنا على التفاصيل المخفية عن شخصية "الإرهابي" المفترض، أبو أنس الليبي، وإن أمكن تفاصيل عن ملفه الأمني؟ أولا لدي تحفظ على استعمال كلمة الإرهابي، خاصة أنه لم تثبت التهمة عليه، بعد، ولم تجر التحقيقات، في هذا السياق، لذلك فهو متهم، في القضية، هذا كي نكون واضحين، ولنسمي الأسماء بمسمياتها.. وحسب معلوماتي، فإنّ الملف الأخلاقي والأمني لأبو أنس الليبي، نظيف في ليبيا، ولم يحاكم أو يقبض عليه سابقا في أي تهمة أو جرم، وعن حرص أمريكا القبض عليه فهو أمر آخر، خاصة أنها خصصت مبلغ مالي معتبر في وقت سابق لمن يستطيع إلقاء القبض عليه، لذلك كان من المفروض أن تتّخذ الحكومة الليبية موقفا إزاء مطالبة أمريكا بمواطن ليبي، ومحاولة وضع معايير للقبض عليه، كي لاتصل الأمور إلى ما وصلت إليه أمس. وعن مكانه أريد أن أشير، إلى أنه لا يزال في ليبيا ولم يخرج بعد منها، فمن المستحيل أن تتم الإجراءات بهذه السهولة، هو لم ينقل بعد إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. - كيف تفسرون الجرأة الأمريكية في تبني عملية القبض على المتهم، خاصة في ظل تأكيد بعض الحقوقيون، على أن العملية اختراق للقانون الدولي؟ هذه الجرأة مستمدة من فشل الحكومة اللّيبية، ومن سوء تعاملها مع القضايا الحساسة، وعدم خبرتها في تسيير الشؤون الكبرى، خاصة ما تعلق بقضايا الإرهاب، وملفات المتورطين، أنا أرجح أن يكون هنالك اتفاق، ليبي ? أمريكي، مسبق في الخفاء لتنفيذ هذه العملية، الدنيئة، التي أراه انتهاكا بشكل واضح ومباشر للسيادة الليبية، فمن غير المعقول، أن تمنح أمريكا لنفسها الحق القبض على مواطن ليبي في الأراضي الليبية، مهما كانت مبرراتها، فهي واهية ولا معنى لها، مادام أن الأمور ليست مقننة، ولا تخضع للمعايير الدولية. - حسب، حديثكم، فأنتم مع النظرية الرّامية، إلى أنه كانت هناك عمليات عسكرية أمريكية، وغارات، للقبض على أبو أنس؟ الأكيد في الموضوع أن الحكومة اللّيبية كانت على علم بذلك، سواء بالاقتحام أو بالقبض، لأنه من غير الممكن أن يكون هناك عمل عسكري، دون دراية الدولة، خاصة وأن العملية تدخلت فيها طائرات حربية أو كما قال البعض غارات جوية. أما عن النّظرية فلا يمكن تأكيدها، أو نفيها، والأرجح بالنسبة لي، هي أن أمريكا لم تتدخل عسكريا في الأراضي الليبية، لا بمليشياتها، ولا طائراتها، وإنما جنّدت عناصر من ليبيا للقيام بهذه المهمة، لذلك فهناك تواطؤ ليبي للقبض على أبو أنس.