مسدور ل"البلاد": "الثلاثية لقاء شكلي خالي من المضمون" تعقد اليوم الثلاثية لقاءها المنتظر منذ فترة، والذي سيجمع كل من الحكومة برئاسة الوزير الأول عبد المالك سلال، المركزية النقابية ممثلة في الاتحاد العام للعمال الجزائريين والباترونا، حيث سيخصص لبحث المسائل الاقتصادية على رأسها الرقي بالصناعة الوطنية وتنويع المنتوج. وخصص لقاء الثلاثية هذه المرة للقضايا الاقتصادية البحتة، حسب ما أعلن عنه في وقت سابق، حيث سيتم دراسة الإمكانيات والشروط اللازمة والكفيلة بتطوير الاقتصاد الوطني، وإنشاء وحدات وطنية جديدة، حيث أعطت الحكومة الأولوية هذه المرة للمطالب الاقتصادية بسبب التأخر الذي عرفه الاقتصاد الجزائري بسبب ضعف الصناعة على وجه الخصوص، حيث سيتم بحث القوانين الخاصة المنظمة للاقتصاد الوطني من أجل سد الثغرات وإعطاء مزيد من التسهيلات التي من شأنها استقطاب الاستثمارات الوطنية والأجنبية ورفع المنتوج الوطني وفق المعايير الدولية. وكانت الأطراف الثلاثة، قد شددت على ضرورة تقليص التبعية للمحروقات، حيث تتركز صادرات الجزائر على هذا القطاع بنسبة 97٪، عن طريق خلق صناعة متنوعة تساهم في المداخيل الوطنية، وتقلص من فاتورة الاستيراد، إلى جانب تشجيع الاستثمار في القطاع الصناعي خصوصا وغيرها من القطاعات الاقتصادية الأخرى. كما اعتبرت كل من الباترونا واتحاد العمال هذا اللقاء مناسبة لعرض وجهات النظر وتبادل الأفكار عن طريق عرض مجموعة من الاقتراحات التي من شأنها أن تنعش الاقتصاد، عملا بتوصيات الرئيس بوتفليقة خلال ترؤسه لمجلس الوزراء، حيث شدد على أهمية إنجاح لقاء الثلاثية، لأنه سيكون نقطة الانطلاق لجميع المشاريع التي تهدف إلى خلق ثروة وبالتالي توفير مناصب عمل للبطالين. ويأتي هذا اللقاء الذي يحمل أبعادا اقتصادية على أعلى مستوى، في وقت تشهد فيه أسعار النفط انخفاضا محسوسا، حيث أشار تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي، إلى احتمال مواجهة دول النفط بما فيها الجزائر لأزمة مالية خلال الفترة القادمة في حال استمر انخفاض سعر البترول، بالموازاة مع ارتفاع النفقات. من جهته، اعتبر الخبير في الشؤون الاقتصادية فارس مسدور، أن تقرير صندوق النقد الدولي مشكوك فيه، موضحا أن الصندوق قدم تقريرا إيجابيا عن المؤشرات الاقتصادية للجزائر وإمكانياتها المالية عندما قدم طلبا لهذه الأخيرة بهدف اقتراض المال منها، وبعد فترة عاد ليشكك في قدراتها الاقتصادية والمالية، وهذا دليل على أن تقاريره مبنية على مصالح، ولا تعكس الواقع، وأضاف أن أي دولة تبقي على الوضع المالي لها في سرية تامة كما هو الحال بالنسبة للوضع الأمني، متسائلا عن المؤشرات أو الإحصائيات التي اعتمد عليها الصندوق في تقريره. وفي السياق ذاته، اعتبر مسدور في اتصال ب«البلاد"، أن تراجع أسعار النفط أمر عادي، خصوصا بالنظر إلى التغيرات الحاصلة في الشرق الأوسط، حيث انخفض الطلب مقارنة بالعرض، مشيرا إلى أن الأمر يبقى مؤقتا، لأن الأسعار ستعود للارتفاع قريبا حسب المعطيات العالمية، وأضاف أن اقتصاد الدول لا يمكن أن يبنى على سعر برميل النفط، داعيا إلى النهوض بالاقتصاد عن طريق التنمية الصناعية والفلاحية التي من شأنها خلق مناصب عمل. وتوقع المتحدث ذاته، فشل الثلاثية، لأنه لقاء متفق عليه، مشيرا إلى أن الأطراف متفقة مسبقا على بعض الأمور على حساب الطبقة العاملة والشعب، والتوصيات التي ستخرج بها ستكون بعيدة عن الواقع الاقتصادي الحالي، ولهذا تبقى مجرد لقاء شكلي خالي من المضمون.