سيصدر قريبا عن "دار بهاء الدين" للنشر والتوزيع، كتاب "سلطة المقدس" للكاتب والإعلامي محمد بغداد، وهو دراسة متخصصة، تبحث جذور الخطاب الديني المعاصر، انطلاقا من مرجعيته الكبرى، ونصوصه التأسيسية. ويتناول الكتاب إشكالية غاية في التعقيد، تتمثل في الإنسان والتاريخ في الخطاب الديني، ليكون الكتاب جامعا بين الدقة العلمية، الموجهة للنخب، وبين الأسلوب الإعلامي السلس. وبمنهجية "أكاديمية" وأسلوب علمي، يقوم الكاتب بتتبع التاريخ الثقافي والاجتماعي، للمنظومة الفكرية الإسلامية، وبالذات في عصور التأسيس، بالوقوف عند المدارس الإسلامية الكبرى، في وضع المنهجية العلمية لهذه المنظومة في مختلف الميادين. ويحلل كتاب "سلطة المقدس" علاقة النص الديني المقدس "الخام" في مستوياته العليا، وتلك الاستجوابات، التي قام بها المثقف، في مختلف العصور، متوقفا عن مساحات الاستجوابات الفكرية، تجلياتها الميدانية في حياة الناس، أفرادا وجماعات، وهي التجليات التي أنتجت منظومات قيمية وتأطيرية، تجاوزت المراحل التاريخية الزمنية المحدودة. وبرر بغداد انخراطه في هذه الإشكالية، عبر التأكيد على أن هذه المرحلة الحالية من حياة العرب والمسلمين، تعرف بارتفاع سقف الجدل وتوسع مساحات الحجاج، الذي يستند إلى المنظومة الفقهية و"الأصولية الإسلامية"، ويتخذ من تعقيدات الحياة اليومية وسيلته الأساسية، مما يتطلب ضرورة البحث في الأصول المعرفية لهذه المنظومة، عبر قراءة علمية من داخل أدبياتها. من ناحية أخرى، تضمنت مقدمة الكتاب مرافعة عن ضرورة التناول العلمي للخطابات الدينية اليوم، بعيدا عن التوظيف "الإيديولوجي"، إلى جانب أربعة فصول أخرى، الأول تناول مفهوم الفقيه وعلاقته بالتاريخ، والثاني أسس ومنهج المنظومة المعرفية، والثالث فكك فيه حدود السلطة، وامتداداتها على الإنسان، ورابعا جعلها دعوة مفتوحة للحوار.