محاولة لتدارك الحصيلة الثقيلة لأمطار الخريف المسجلة في "المناطق الحمراء" الولاة يتلقون صورا فضائية دقيقة لمنع البناء في المناطق المهددة بالكوارث شدّد وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، في تعليمة أبرق بها لولاة الجمهورية، على إعداد مخططاتها الولائية الاستعجالية الخاصة بمواجهة الأخطار الطبيعية كالفيضانات للتدخل أثناء الكوارث وتسييرها وتقليص أضرارها قدر الإمكان، ويعتمد هذا المخطط على المعلومات التي توفرها المصالح التقنية عبر بلديات القطر الوطني. أفاد مصدر مأذون في تصريح ل«البلاد"، بأن وزارة الداخلية والجماعات المحلية طلبت من الولاة في تعليمة كتابية موافاتها بتفاصيل المخطط الاستعجالي الخاص بالكوارث عبر البلديات الخاضعة لأقاليم ولاياتهم قبل حلول فصل الشتاء. وحسب ذات المصدر، فإن المخطط الاستعجالي الخاص بالكوارث الطبيعية الذي يعد وفق قانون 1985 تعده كل بلديات الوطن كل عام من أجل وضع السلطات العمومية في صورة نقاط الضعف التي تعاني منها كل بلدية من بلديات القطر وبالتالي توفير الإمكانات اللازمة للتدخل في حال حدوث أي كارثة طبيعية خاصة في فصل الشتاء. كما تؤشر هذه الإجراءات على احتمال وقوع فيضانات خلال موسم الشتاء المقبل، لاسيما بالمناطق المصنّفة في الخانات الحمراء التي تضرّرت خلال السنوات الماضية. وحسب المعلومات المتوفرة من مصالح المديرية العامة للحماية المدنية، فإن أكثر من 700 بلدية لم تقدم بعد مخطط مواجهة الفيضانات لموسم 2013 / 2014 وهي المخططات المحلية التي يبنى على أساسها المخطط الولائي الذي تعده مصالح الحماية المدنية لنفس السنة. وحسب ذات المصدر، فإن مخطط الطوارئ المحلي الخاص بالكوارث الطبيعية على غرار الفيضانات الذي يعد وفق قانون 1985 تعده كل بلديات الوطن كل عام من أجل وضع السلطات العمومية في صورة نقاط الضعف التي تعاني منها كل بلدية من بلديات القطر وبالتالي توفير الإمكانات اللازمة للتدخل في حال حدوث أي كارثة طبيعية خاصة في فصل الشتاء. ويضم المخطط كذلك -حسب نفس المصدر- 14 مقياسا وتتدخل فيه عدة قطاعات وزارية، بالإضافة إلى وزارة الداخلية والجماعات المحلية على غرار الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الحماية المدنية بصفتها تابعة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية، الأشغال العمومية، الفلاحة والتنمية الريفية، خاصة عن طريق مصالح الغابات، البيئة وتهيئة الإقليم، السكن والطاقة والمناجم وغيرها. وتأخذ السلطات المحلية في كل بلدية وولاية عند إعداد المخطط الاستعجالي الخاص بالكوارث بعين الاعتبار وضعية برامج إعادة ترحيل وإسكان المواطنين القاطنين في السكنات الهشة والبيوت القصديرية ومراكز العبور وغيرها والمخططات الجديدة للتهيئة العمرانية وتهيئة الإقليم. الأبحاث الفضائية تصنف 18 ولاية في الخانة الحمراء وتعمل الحكومة منذ عام 2009 على إعداد مخطط وطني للوقاية من الكوارث، يتضمن تحديدا دقيقا لمناطق تصنف على أن تهديد الكوارث الطبيعية بها عال جدا. وبناء على هذا المخطط، ستعتمد قوانين تمنع البناء في المناطق المهددة بالفيضانات والسيول، وتهيكل السلطات المحلية في هذه المناطق بناء على حاجاتها في تسيير الأخطار الكبرى. وكشف مصدر على صلة بالملف، أن دراسة تقنية باشرتها عدة وزارات بالتعاون مع الوكالة الجزائرية للأبحاث الفضائية قد صنفت 18 ولاية، منها 4 ولايات مهددة بالمخاطر الصناعية، و14 أخرى مهددة بالأخطار الطبيعية، وأهمها الزلزال، الفيضان والانزلاقات الأرضية. وتشير كل الدراسات المناخية المعتمدة حاليا إلى تعاظم خطر السيول والفيضانات وارتفاع منسوب ماء البحر في عدة ولايات عبر الوطن، نتيجة للتغيرات المناخية عبر العالم. وتهدد الفيضانات المدمرة عدة ولايات هي الجزائر العاصمة، أدرار، عين الدفلى، المدية، الجلفة، خنشلة، الطارف، غرداية، البيض، واد سوف وتمنراست، وتهدد الزلازل 6 ولايات أخرى أهمها الجزائر العاصمة، بومرداس والشلف. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن الحكومة ستوصي بإصدار مراسيم وقوانين لتنظيم البناء في المناطق المصنفة، وإعداد مخطط وطني للوقاية من الكوارث وتسييرها، وتقليص آثارها قدر الإمكان.