كشف مدير غرفة الصناعات التقليدية لولاية جيجل ل"البلاد" أن الغرفة حققت نجاحا ملموسا في عملية تكوين نزلاء السجون وتعليمهم العديد من الحرف والمهن التقليدية الخاصة بمنطقة جيجل، وهذا في إطار الاتفاقية التي أبرمتها الغرفة مع وزارة العدل ضمن مشروع إعادة إدماج المساجين من جهة، ومن جهة أخرى إنقاذ الصناعات الحرفية والتقليدية الجيجلية. أكد مدير غرفة الصناعات التقليدية لولاية جيجل كرديد عبد الحق لجريدة "البلاد" أن الغرفة قامت بتكوين 416 سجينا لحد الآن من ضمنهم 56 سجينا اندمجوا في الحياة المهنية وهم يمارسون نشاطهم الحرفي بشكل عادي. وقال كرديد، على هامش القافلة الإعلامية التي نظمها الديوان الوطني للسياحة لمدن تيزي وز وجيجل وقسنطينة، إن ولاية جيجل تحفل بالعديد من الحرف والمهن التقليدية، وإن غرفة الصناعات التقليدية لا تتوانى عن دعم هذه الحرف والمهن للحفاظ عليها من الاحتضار. وقال "جيجل تعتبر من أحسن المناطق على المستوى الوطني ثراء بالحرف والمهن التقليدية، فالطابع الجغرافي الاستراتيجي والسياحي للمنطقة جعلها تزخر بالعديد من الحرف والمهن التاريخية التي نسعى لتعزيزها من أجل الحفاظ على ذاكرة المنطقة". وأضاف "في جيجل أحصينا أزيد من 8502 حرفي الى غاية السداسي الأول من سنة 2013 والعدد أكبر من ذلك لأن أغلب الحرفيين ينشطون في منازلهم وغير مصرحين بنشاطهم". كما أضاف "منذ تأسيس غرفة الصناعات التقليدية لولاية جيجل سنة 1998 خلقنا حوالي 15382 منصب شغل في إطار الحرف والمهن التقليدية بالتعاون مع البنوك والمؤسسات". كما أكد كرديد عبد الحق على ضرورة تعزيز هذا التطور الذي تشهده الصناعات التقليدية بجيجل رغم بعض المشاكل التي تعيق تطورها على غرار ندرة وغلاء المادة الأولية وكذلك التقليد والمنافسة غير الشريفة، مضيفا أن غرفة الصناعات التقليدية لجيجل تراهن على مستقبل أفضل لهذه الحرف والمهن التقليدية بالنظر للطلب الهائل على التكوين لدى الشباب وخاصة لدى الفتيات، حيث وقفنا معه خلال زيارتنا على إحدى ورش الخياطة النسوية بالولاية التي تعد نموذجا ناجحا لحرفة الخياطة والطرز والتي تعود لصابحها "بوخميس الجيجلي" الذي يشغل حوالي 200 فتاة كما يغشل بطريقة غير مباشرة عشرات الفتيات الماكثات بالبيب بسبب الطابع المحافظ للمنطقة حيث لازال الآباء يرفضون حتى تدريس بناتهم". وعلى مستوى بلدية سيدي عبد العزيز وقفنا على ورشة "خالتي وردية" التي أنقذت حرفة الفخار بجيجل من الانقراض حسب الشهادات التي جمعناها، فرغم كبر سنها والمرض إلا إن "الحاجة وردية" حسب أقوال مدير غرفة الصناعات التقليدية وكذلك مدير السياحة فإن الحاجة وردية أصبحت علامة وطنية في حرفة الفخار بالجزائر وتستحق التنويه والشكر والعرفان. وتمتاز جيجل بخصوصيات مميزة في مجال الحرف والمهن التقليدية، وخاصة الفخار والجلود والألبسة والخشب. في سياق متصل، كشف رئيس غرفة الصناعات التقليدية لجيحل عن اقتراب استلام المقر الجدد للغرفة، وهو المقر الذي يسعطى نفسا آخر للصناعات التقليدية الجيجلية على حد قوله، مضيفا أن العديد من الحرفيين استفادوا من محلات تجارية في إطار دعم الدولة.