بعد سلسلة أعمال استهدفت الرسل وأثارت ضجة في "هوليوود" لم يعد مخرجو الأعمال السينمائية والدرامية يجدون من حرج في تجسيد شخصيات الأنبياء والرسل والصحابة رضوان الله عليهم، فبعد الفيلم الذي أساء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ومسلسل عيسى عليه السلام، ثم "مريم البتول" وأعمال أخرى رأى عدد من النقاد أنها أساءت للرسل والدين الإسلامي، ينتظر أن يعرض شهر مارس القادم بدور السينما الأمريكية الفيلم السينمائي "نوح" للمخرج الأمريكي "دارين أورونوفيسكي" الذي يجسد شخص النبي ويحكي قصته مع الطوفان وسفينة الإنقاذ مع تسليط الضوء على خطايا الإنسان التي أضرت بالبشرية قبل أن يأمر الله نبيه ببناء تلك السفينة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم ضمن سلسلة قصص الأنبياء. وأسند الدور الرئيسي للممثل النيوزلندي "راسل كرو" وإلى جانبه مجموعة من الممثلين من بينهم البريطاني "إيما واتسون" و"جينيفير كونلي" و"انتوني هوبكنز"، فيما كتب السيناريو "أرو نوفيسكي"، حيث انتهى المخرج من تصوير العمل ولكنه فضل أن يتحفظ عليه مدة ثمانية أشهر قبل أن يتم عرضه بدور السينما عام 2014. وفيما يتخبط العالم الإسلامي وسط زوبعة من الضياع واللاوعي؛ عرضت المشاهد الأولى للفيلم الأمريكي الذي يسيء للنبي نوح عليه السلام وباقي الرسل وتكرار الازدراء بالأنبياء والرسل، عبر تصوير أفلام غربية مسيئة للتعاليم الإسلامية وما حملته الكتب السماوية، حيث أطلقت السينما "الهوليودية" اللقطات الأولى لفيلم عن النبي "نوح" عليه السلام، بعد أن حولت سيرته العطرة إلى مجرد سيناريو تافه، يدور في فلك قصة رجل يجول بسفينته ويرتكب الخطايا التي يزعم العمل المسيء بأنها أضرت بالبشرية، قبل أن يأمر الله نبيه ببناء هيكل بحري ينقذ الخلق من الفيضان المقبل. ويثير هذا الفيلم ضجة كبيرة في السينما الأمريكية، خاصة بعد اختيار الممثل "راسل كرو"، لتجسيد النبي الكريم "نوح". من ناحية أخرى، وصف المخرج "أفرونوفسكي" فيلمه هذا ب"المغامرة"؛ وقال في بيان "أشعر بالفرحة لأن راسل كرو سيكون إلى جانبي في هذه المغامرة، فموهبته الكبيرة تساعدني على النوم ليلا". والفيلم مأخوذ عن قصة الكتاب المقدس لنبي الله "نوح" عليه السلام، ويعد أحد أهم أحلام "أرنوفسكي" السينمائية منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره، لأن الملحمة تتصل معه بالكثير من الأفكار عن العالم، ونهايته، والتعريف الحقيقي للخلاص. ويوضح "أرنوفسكي" أن قصة النبي نوح وعائلته دائما ما كانت ملهمة بالنسبة له، حكاية ضخمة عن الأمل والمصير، وشعور الرجل الذي يحمل العالم فوق كتفه من أجل حمايته. والغريب أن المخرج أكد أنه يعلم تماما أن العمل سيثير غضب المسلمين، لكنه لا يبالي بمشاعرهم لأن الأمر يتعلق بقيمة فنية لطالما حلم في تجسيدها ونيل الجوائز من خلالها، حتى لو كان سيتجاوز أبعاد وحدود القصة الحقيقية والأصلية لسيدنا نوح عليه السلام، مثلما حملها القرآن الكريم وباقي الكتب السماوية غير المحرفة.