تكريما للكاتب الجزائري ذائع الصيت عن روايته "أصابع لوليتا" جائزة "أهم كتاب عربي" في تمنح للدكتور نادر سراج من لبنان توج الروائي واسيني الأعرج بجائزة الإبداع الأدبي عن روايته "أصابع لوليتا"، وهي الجائزة التي تمنحها مؤسسة الفكر العربي اللبنانية كل عام منذ أربع سنوات، وذلك في مختلف مجالات الإبداع والمقدرة قيمتها المالية بخمسين ألف دولار أمريكي، مصحوبة بوسام الجائزة وشهادة التقدير الخاصة. وتوحي بداية رواية واسيني بمجرد قراءة عنوانها، حسب ما كتب عنها، بأنها "إحدى السيمفونيات الأخرى التي لن يصلح لكتابتها ولا لقيادة الأوركسترا التي تعزفها إلا هذا المايسترو الذي يتقن جيداً تطويع مفاتيح اللغة والموسيقى للخروج بعمل بالغ الرومانسية والشجن، بحيث يغرَق القارئ بسحر السرد وفتنة الموسيقى وسرعان ما ينسى أن ثمة أبطالا قد يموتون في نهاية الروايات". وتفوق الكاتب هنا على مزاج القارئ وأخذه نحو ما لن يبحث عنه خلال بحثه عن رواية يرغب أن يجد فيها ما يشحن عواطفه ويشحذها إلى تلك المحطات البالغة الهدوء والطمأنينة واستطاع وبكل انسياب أن ينزلق إلى قاع النفس البشريّة بكل شياطينها والارتفاع إلى أواسطها الماديّة بكل ما فيها من ارتباكات وتعاريج ومن ثم التحليق إلى قمة الروح وتعاليها وانسحابها الدائم نحو الأعمق وسموّها في المشاعر البكر والشهقات الخافتة، وبأصابعه المحترفة جدل الحب والكراهية والموت معاً على رأس الرواية ولم يدع منفذا للقارئ للهروب إلى الخصلة التي يرغب بتمشيطها لا بل وتعدى ذلك حين رمى بتلك الجديلة على عنق الوقت المضطرب باسطا مفرداته البالغة الطمأنينة، شقراء شهيّة ما من مفرّ للخوض في تجاعيدها كوحدة واحدة إن انفلتت، تناقض المعنى وتشتت البيان. ويونس مارينا، بطل هذه الرواية الذي يفرض نفسه عاشقا منذ الصفحة الأولى منها لمجرد عطرها "نوة" أو "ملاك" أو "لوليتا" ذات الجسد الطفوليّ الجميل الذي يحمل في فتنته كل الغضب الساكت على الأب المغتصِب وتداعيات ممارساته الشاذّة على علاقتها بالرجل الوحيد الذي أحبته "كما ومع بقية الرجال العابرين"، والذي يسَجَّل انتحاره كحدث عابر في الرواية فيما تسجّل شطحاته الجنسيّة ولجوءه إلى تعويض جسد لوليتا المحمّل بالرفض والغضب بأجساد اللعب المصنوعة من "الأكريليك" والتي تفوح منها روائح المطاط، كحدث أكثر أهمية. من ناحية أخرى، عادت جائزة "الإبداع الإعلامي" للبناني حبيب حداد عن مشروعه "ومضة" وهو موقع إلكتروني اعتبر منصة متميزة لما تقدمه من دعم لرواد الأعمال. وفازت بجائزة "الإبداع المجتمعي" مؤسسة "النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي" من فلسطين، كما منحت جائزة "الإبداع الفني" للثلاثي جبران من فلسطين. وارتأت لجنة تحكيم جوائز مؤسسة الفكر العربي منح جائزة أهم كتاب عربي للدكتور اللبناني نادر سراج، وذلك عن كتاب "الشباب ولغة العصر.. دراسة لسانية اجتماعية" باعتباره "عملا رائدا وتأسيسيا في مجاله وانتباهة علمية يقظة إلى التغيرات التي تمس اللغة العربية نتيجة اصطدامها بالمفردات الدخلية التي لا مرادف لها في لغة الضاد". ومنحت جائزة "الإبداع العلمي" للمصري شريف الصفتي عن مشروع "استشعار وإزالة المواد السامة والمشعة من الماء والهواء والتربة"، حيث تركزت دراساته على إنتاج وتطوير "المواد النانو مترية" وتطبيقها في مجال الكشف البصري وتنقية البيئة من الملوثات المختلفة.