التحريات شملت المطارات والموانئ ومراكز العبور الحدودية تأخر كبير في استخراج الجوازات على مستوى دوائر الولايات الشرقية فتحت مصالح الأمن المختصة تحقيقات أمنية موسعة حول فرار مشبوهين إلى الخارج بوثائق سفر مزورة، يرجح أن تكون صادرة عن شبكة دولية متخصصة في تقليد الأختام لمسؤولين مركزيين ومحليين من ولايات مختلفة وتزوير جوازات سفر جزائرية. وذكر المصدر أن مصالح الأمن شرعت في فحص قوائم المسافرين الذين غادروا أرض الوطن على مستوى المطارات والموانئ والمراكز الحدودية البرية. وتحوم شكوك كبيرة حسب مصادر "البلاد" في حصول مشبوهين ومطلوبين أمنيا وقضائيا على جوازات سفر وحتى وثائق هوية أعدتها شبكة دولية كبيرة سقطت مؤخرا بولاية عنابة، حيث قام عناصرها بجلب نوعية جيدة من الأختام المزورة لمؤسسات الدولة، من تونس، حيث كان المتهم الرئيسي، بالنظر لتردده الدائم، رفقة المبحوث عنهم، على تونس مرورا بالمركز الحدودي أم الطبول بالطارف، حيث قامت الشبكة بتقليد أختام في مخبر تونسي وبمعدات فرنسية متطورة لمسؤولي مؤسسات مركزية ومحلية، من بينهم رؤساء الدوائر والبلديات، ومديرين تنفيذيين، وكذا إدارة شرطة الحدود لولاية الطارف. وذكر مصدر أمني أن إحباط مخططات هذه الشبكة الدولية، التي يتواجد معظم أفرادها في حالة فرار، تم إثر ترصد تحركات المتهم الرئيسي، الذي تمكن رفقة مجموعة من الأشخاص محل بحث، يقيمون بتونس وفرنسا وعنابة، من استخراج وتزوير وثائق إدارية وملفات قضائية وضريبية، باستخدام وثائق مزورة يتم التأشير عليها بواسطة أختام مؤسسات وإدارات محلية ومركزية. على صعيد متصل، تشهد مختلف دوائر ولايات الجهة الشرقية تأخرا كبيرا في إصدار جوازات السفر، حيث وصل التأخير لدى البعض لمدة شهرين. وقد عبر العديد من المواطنين في مختلف الدوائر عن انزعاجهم من تأخر تسليم جوازات سفرهم، خاصة المتزوجين الجدد الذين يوشك بعضهم على إلغاء سفرهم للخارج. وأشار مواطنون أنهم تاهوا بين مصالح الدوائر ومصالح الأمن، حيث يؤكد كل طرف أن ملفاتهم عند الآخر. وتشير مصادر مطلعة إلى أن سبب التأخر يعود إلى نقص في جوازات السفر لدى العديد من الدوائر خاصة الكبرى منها، إضافة إلى إصدار إحدى الولايات الشرقية جواز سفر لمواطن مبحوث عنه في قضية خطيرة وهو من مواليد مدينة قسنطينة، حيث شرحت مصادرنا أن العملية تمت بالاعتماد فقط على الشبكة المعلوماتية الخاصة بالأمن الولائي ولم تمر على الشبكة الوطنية، ما جعل صحيفة المعني تصدر فارغة دون الإشارة إلى أنه محل بحث. وكانت مصالح الأمن قد تمكنت من الاطاحة مؤخرا بشبكة دولية خطيرة بولاية عنابة متخصصة في تزوير وثائق السفر وشهادات السوابق العدلية، حيث عثرت كذلك على العشرات من وثائق مزورة صادرة من رئاسة الجمهورية، تتعلق بإجراءات العفو الرئاسي، إضافة إلى جوازات سفر جزائرية وفرنسية منزوعة الصور ومهيأة للتزوير بأسماء أشخاص آخرين، وصور لمجرمين مبحوث عنهم من طرف قوات الأمن، وآخرين موجودين حاليا داخل السجون يقضون العقوبة الجزائية