أجمعت الأحزاب السياسية المحسوبة على التيار الإسلامي ل''البلاد''، على عدم تلقيها أي اتصالات أو إجرائها أي مقابلات غير رسمية مع سفارات أجنبية، وتحديدا فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية، بخصوص المصادر التمويلية للإغاثات الإنسانية الموجهة نحو الأراضي المحتلة . كشف نائب رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أن ''الحركة لم توجه إليها أي مساءلة من طرف أي جهة حول الطرق المعتمدة للحصول على المساعدات لفائدة أهل غزة''، مضيفا ''نحن نعمل بكل شفافية وعلى مرأى الجميع وبأساليب شرعية، لذلك لا نكترث لما يثار حول مصادر الأموال''. وذكر مقري في حديث ل''البلاد'' أنه ''إذا أقدمت السفارات الأجنبية فعلا على هذا السلوك الفج الذي يمن على الشعور بالتسلط فإننا سنصعد لغة احتجاجنا''، مشيرا إلى أنه ''لا يحق لجهات أجنبية التدخل في سير القضايا الداخلية، فالقضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين جميعا ولا توجد قوة ستحول دون وضع الملف الفلسطيني ضمن أولوياتنا'' . ''الإصلاح'' ستطالب مدلسي بطرد الدبلوماسيين المتطفلين نفى الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، جمال بن عبد السلام، من جهته، ما تم تداوله مؤخرا حول وجود اتصالات حثيثة أو لقاءات غير رسمية جمعت بين إطارات الحركة وموظفين بسفارتي الولاياتالمتحدةالأمريكيةوفرنسا للتحقيق في طرق تمويل أسطول الحرية أو البحث عن الغاية السياسية منه. وأكد بن عبد السلام، في اتصال هاتفي ب ''البلاد''أمس، أنه ''في حالة تجرؤ هذه الجهات الأجنبية على التطفل أو حشر أنفها للحصول على توضيحات حول السبل المعتمدة لإيجاد مصادر تمويل قوافل المساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة، فإننا سنرفع طلبا إلى وزارة الخارجية مباشرة لطرد هذا النوع من الدبلوماسيين الذين تجاوزوا الأعراف الدبلوماسية المتفق عليها''. ووصف الأمين العام لحركة الإصلاح أي محاولة من السفارتين الفرنسية والأمريكية مستقبلا التدخل في الشؤون التي لا تعنيها، بالسلوك ''الوقح'' و''الجريء'' الذي لا يجب غض الطرف عنه وإنما يستدعي مواجهته وردعه. من جهة أخرى، كشف المتحدث أن ''حركة الإصلاح لم تتلق إلى حد الآن، أي دعوة رسمية من قبل السفارة الأمريكية لحضور حفل استقبال بمناسبة عيد استقلال الولاياتالمتحدة المصادف للرابع من شهر جويلية''، مضيفا ''في حالة حصولنا على دعوة سنقبلها على أساس أنه تقليد معمول به مع كافة الأحزاب والشخصيات عموما''. ربيعي: ''على السفارات المعنية مساءلة السلطات مباشرة'' كما فند الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، خبر إقدام السفارتين الأمريكية والفرنسية بالجزائر على طلب تبريرات عن مصدر الأموال المعتمدة لتنظيم قافلة غزة، أو مساءلة إطارات الحزب عن الأغراض المرجوة من هذه العملية قائلا: ''لا يوجد أي اتصال أو لقاء في هذا السياق وأنا أعتبر سلوكا مماثلا لهذا الطرح، تدخلا في شؤون البلاد عموما، وفي شؤون الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني على وجه الخصوص''.وذكر ربيعي ل''البلاد'' أنه لا يحق للسفارات الأجنبية تبني هذه الخطوة بل عليها فقط الاهتمام بمصالحها في الدولة التي تتواجد فيها''، مضيفا ''إذا كانت هذه الجهات تسعى لتقصي ما تسميه وقائع والتحقيق فيها فلا بد أن تتوجه إلى السلطات الجزائرية مباشرة''. وأفادت مصادر إعلامية سابقا بأن كلا من سفارتي فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر طالبت الأحزاب الإسلامية، وتحديدا تلك المنخرطة في ''أسطول الحرية''، بتقديم توضيح عن مصادرها التمويلية لقافلة الإغاثة ودور المساجد في العملية، إلى جانب الكشف عن أسماء التنظيمات والأحزاب التي تحمل نية للمشاركة في قوافل أخرى مستقبلا. تجدر الإشارة إلى أن الحديث عن وجود حراك أجنبي يهدف إلى جس نبض سير عمليات إغاثة أهالي قطاع غزة انطلاقا من الجزائر، جاء بعد الاتهامات التي وجهتها حكومة نتنياهو لنشطاء السلام الذين بادروا ب''أسطول الحرية'' لفك الحصار البحري عن غزة، والذين نعتتهم ب''الداعمين للإرهاب'' وذلك بحجة دعمهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تعتبرها إسرائيل ''منظمة إرهابية''.