كشفت مصادر خاصة تفاصيل للبلاد وكواليس رحلة رجل الاعمال الهارب عبد المؤمن خليفة الى الجزائر ، حيث وبمجرد حصول السلطات العليا على تأكيد باستلام الفتى الذهبي اقتضى الامر وضع خطة أمنية وإعلامية لتأمين رحلة المطلوب الاول للعدالة الجزائرية ولتجنب أي طارئ أو مفاجأة غير سارة . واقتضت الخطة أن يتم التمويه عن موعد وصول الخليفة حيث تم تسريب أنباء عن وصوله يوم الجمعة ، وإحاطة الخبر بسرية مطلقة ، حتى لا يتم التشويش على الرحلة ولضمان أمن المتهم الذي تعهدت الجزائر لقاء تسلمه بإحاطته بأعلى درجات الحماية. فقبل هذا الموعد التزمت السلطات البريطانية و نظريتها الجزائرية أعلى درجات التكتم حول طريقة و التوقيت الدقيق لتسليم الخليفة و موعد وصوله الى الجزائر التي تطلبه عدالتها منذ ما يقارب العقد من الزمن ، أي من تاريخ صدور الحكم الغيابي ضده بمحكمة البليدة ، فالى غاية الساعات الأخيرة لم يصدر أي تصريح عن السلطات القضائية أو عن وزير القطاع الذي كان في زيارة الى ولاية تيبازة ، و عند سؤاله عن موعد تسلم الخليفة و وصوله الى الجزائر أجاب أنه يجهل ذلك ، في الوقت الذي كان فيه الفريق الجزائري الذي تم تكليفه بتنفيذ الترحيل يقوم بآخر الاجراءات التي تتطلبها العملية. ففي حدود الساعة الرابعة عصرا أقلعت الطائرة التي كانت تنتظر البعثة الجزائرية و معها "الفتى الذهبي" لتقلهم في رحلة بين مطار هيثرو البريطاني نحو مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة ، حيث وصلت الطائرة بعد ساعتين من التحليق أي في السادسة مساءا ، و كان في الانتظار عدد كبير من قوات الأمن التي طوقت المطار لضمان الأمن و النظام ، و هو الأمر الذي تم بسرعة شديدة ذلك أنه لم يتم ابلاغ الأمن بأن الخليفة قادم الا بعد اقلاع الطائرة من لندن في لضمان السرية التي تحمي السلامة الجسدية للمتهم الأول في أكبر فضيحة تحايل و اختلاس عرفتها الجزائر. و كان ملحوظا مشهد الصحافة التي كانت متعطشة لمستجدات القضية و رؤية الخليفة الهارب منذ سنوات طويلة يطأ ارض بلده التي فر منها و احتمى من قضائها باللجوء في بريطانيا و هي تحضر بكثافة لتغطية الحدث ، لكن محاولات رجال الاعلام رصد الفتى الذهبي باءت بالفشل ، لأن قوات الأمن التي كانت بالمطار تعاملت بحزم حتى لا تخرج الأمور عن النظام . ورصدت مصادر اكيدة مشهدا من المشاهد الشحيحة للخليفة و هو في مطار هواري بومدين ، لتؤكد انه كان يلبس معطفا أسودا وبدت عليه علامات التعب و هو يركب في سيارة الشرطة ، التي نقلته الى سجن ولاية البليدة ، و الذي سيمكث فيه على ان تعود المحكمة التابعة لمجلس قضاء الولاية النظر في قضيته ، التي ستكون جزء ثان لمسلسل انتهى جزءه الأول منذ عقد من الزمن ، ليبدأ جزء ثان سيحمل الجديد ، لأن الخليفة الغائب في المرحلة السابقة هو حاضر بشحمه و لحمه و أسراره أما العدالة ، كما أكدت ذات المصادر ان خليفة لم يكن وحده حيث تم تكبيل شخص اخر لم تعرف هويته .