^ شباب ديار البركة ببراقي... يُريد الترحيل العاجل نحو بن طلحة ويرفضون مفتاح" تواصلت لليوم الثاني على التوالي احتجاجات سكان حي "ديار البركة" ببراقي، بسبب "مأساة السكن" وغياب أدنى مشاريع التنمية، حيث تُحاصرهم الأوحال من كل جهة والنفايات وطرقات في حالة متدهورة، وكانت الأمطار الغزيرة مؤخرا والتي تسربت إلى مساكنهم القطرة التي أفاضت الكأس، وأخرجت الشباب والأطفال والنساء والرجال إلى الشارع، لجلب انتباه السلطات العمومية والتنديد بتأخر عملية "الترحيل" التي ينتظرونها منذ سنة 2004، وكذا رفضهم القاطع لأي عملية ترحيل باتجاه مواقع سكنية خارج منطقة براقي. أكد سكان حي ديار البركة ببلدية براقي في لقاء ب "البلاد" أمس، أنهم قرروا عدم "الهدوء ومواصلة الاحتجاج إلى غاية الشروع في عملية إعادة الترحيل التي ينتظرونها منذ سنة 2004، ومما زاد من غضبهم تأجيل العملية منذ سنة 2012 إلى يومنا هذا، حيث صرّح السكان أن السلطات المحلية في كل مرة تعدهم بالترحيل في تاريخ معيّن لكن دون جدوى وكانت آخرها تبليغهم بانطلاق العملية يوم 20 ديسمبر، حيث انتظروا هذا الموعد بشغف حسب تصريحاتهم ليتفاجأوا بتأجيل العملية مجددا، مشيرين إلى أن "انتفاضتهم هذه ليست من أجل أغراض سياسية وإنما للمطالبة بحقوقهم"، مستنكرين "صمت السلطات المحلية ورفض استقبالهم للاستماع إلى انشغالاتهم رغم الاحتجاجات العارمة منذ عدة ساعات"، واستنكروا "هذا التعامل من طرف السلطات العمومية من المواطنين، في ظل غياب الحوار والاستماع لصوت المواطن". «البلاد" تنقلت أمس إلى حي ديار البركة في حدود الساعة الثانية زوالا، أين وجدنا عشرات الشباب وأهل الحيّ دخلوا في مشاداة مع قوات مكافحة الشغب بتبادل الرشق بالحجارة، في عدة أماكن بالحيّ ما تزال متواصلة، حيث يسود الهدوء تارة وتعود الاحتجاجات تارة أخرى، مما خلق حالة من الذعر واللاستقرار وسط السكان. وحسب ما نقلته "البلاد" من شهادات فقد تعرّض العشرات من الشباب وعناصر مكافحة الشغب لإصابات بسبب تبادل الرشق بالحجارة، كما استُعملت المتاريس لغلق الطرقات وكذا قارورات المولوتوف. وخلال حديثهم ل "البلاد" عبّر السكان عن مأساتهم التي طالت لعدة سنوات، حيث أكدوا أنهم منذ سنة 2004 أي حوالي 14 سنة وهم يعيشون مأساة حقيقية، وقفنا عليها من خلال زيارتنا لعشرات المنازل التي تغيب فيها أدنى معايير وشروط الحياة، رغم أنها ليست بنايات فوضوية أو قصديرية، بل بنايات هشة وقديمة منذ الاستقلال، منازل متداخلة فيما بينها تدخل ولا تستطيع أن تتذكر الخروج، والمياه القذرة منتشرة تبعث بروائحها الكريهة صيفا وشتاء، وعائلات تتقاسم "شبه غرف" لا تتسع حتى لشخص واحد ومراحيض تتوسط المطبخ أو غرفة من الغرف، ورطوبة عالية وأسقف منهارة، ومياه الأمطار تُحاصرهم، وأكد معظم الشباب أنهم لا يستطيعون دخول بيوتهم إلا في ساعات متأخرة من الليل بسبب "ضيق الغرف". في سياق متصل، هدد السكان بمواصلة الاحتجاج إلى غاية الانطلاق في عملية الترحيل، ورفضوا أي عملية ترحيل خارج إقليم منطقة براقي، حيث أكدوا رفضهم القاطع الترحيل إلى منطقة مفتاح أو أي موقع آخر مثلما وردت إليهم الأخبار، مشيرين إلى أن الحي السكني 1100 مسكن جاهزة ببن طلحة، "يجب أن يُرحل إليها أبناء براقي، من أجل تفادي كل الإنزلاقات والمشاكل المترتبة عن استقدام السكان من مناطق أخرى"، مطالبين والي الولاية التدخل العاجل