أثارت عملية الترحيل داخل العاصمة التي شرعت فيها السلطات، بداية هذا الأسبوع، موجة من الغضب لدى العديد من المقصيين الذين طالبوا ب ''الرحلة'' بعد انتظار دام سنوات، دون تحديد تاريخ ترحيلهم· فكما كان منتظرا، لم تمر بردا وسلاما على السلطات عملية ترحيل كل من سكان حي علي عمران الواقع ببرج الكيفان والشطر الثاني من ديار الشمس وقاطني البنايات المهددة بالانهيار على مستوى بلوزداد، إذ أججت العملية عاصفة من الاحتجاجات، في كل من حي ديار البركة ببراقي وسكان حي النخيل بوادي أوشايح الذين خرجوا في مظاهرات عارمة، أغلقوا خلالها الطرقات وأشعلوا العجلات ووضعوا المتاريس احتجاجا على الإقصاء والابتعاد عن الموضوعية في وضع برنامج عادل ورزنامة زمنية لترحيل سكان الأحياء القصديرية والبنايات الهشة على مستوى العاصمة· كما ندد سكان الحيين في تلك المظاهرات الممزوجة بغضب سيستمر -حسبهم- إلى غاية ترحيلهم، بالتهميش والإقصاء الذي طالهم وعدم الاعتماد على الأولوية وأحقية كل حي على آخر· سكان حي ديار البركة (القبب) ببراقي ينتفضون ويشعلونها نارا احتجاجا على الإقصاء ولم يتجرع سكان حي ديار البركة خبر إقصائهم، مرة أخرى بعد عمليات الترحيل المتوالية التي حظيت بها العاصمة خلال سنة ,2010 حيث ثاروا في حدود الساعة السابعة صباحا وقاموا بغلق منافذ الحي الذي يضم أزيد من 1000 عائلة مستعينين بالزجاجات الحارقة وإحراق العجلات، إضافة إلى وضع المتاريس احتجاجا على إقصائهم في عملية الترحيل التي انطلقت أول أمس، وقد خلفت المشادات مع قوات مكافحة الشغب 17 جريحا وتوقيف 12 متظاهرا· وقال متحدثون ل ''الجزائر نيوز'' إن ''السلطات أخلفت مرة أخرى وعدها في وقت كان تاريخ ترحيلنا مبرمجا منذ سنة ,2004 غير أن ذلك لم يتم''، وأضافوا أن الوعود الكاذبة التي يطلقها في كل مرة المسؤولون حالت دون تمكينهم من ترميم منازلهم· كما اتهموا السلطات بالتلاعب ببعض السكنات المقابلة للحي والتي أكدوا أن سبعة منها مغلقة ولم يتم منحها لمستحقيها إلى يومنا هذا بعد مرور ثلاث سنوات من تاريخ تسلمها· نسوة حي النخيل يقدن الانتفاضة ويطالبن بوقف الوعود الكاذبة أما بحي النخيل الواقع أعلى نفق وادي أوشايح، فقد عاد الهدوء النسبي والحذر، بعد تدخل قوات مكافحة الشغب التي فرضت حصارا كليا على كل مداخل الحي وأمام كل عمارة، إلى جانب احتشاد عدد هائل من مركبات الشرطة على مداخل الحي، تحسبا لأي طارئ، خاصة بعد أن أقدمت نسوة الحي على جمع التوقيعات والنزول إلى الطريق السريع وغلق نفق وادي أوشايح بصفة كلية، عشية أول أمس، ما استدعى تدخل قوات الأمن التي، وبعد مواجهات عنيفة، تمكنت من فتحه· كما عقدت، نهار أمس، لجنة الحي لقاء مطولا مع الوالي المنتدب لمقاطعة الحراش، طالب فيه سكان الحي البالغ عددهم أكثر من 1052 عائلة القاطنة داخل أقبية في شكل عمارات بالترحيل الاستعجالي، واصفين في ذات الوقت حالتهم بالمزرية التي تتطلب الترحيل قبل أولئك الذين تمت برمجتهم هذا الأسبوع· وأكد قاطنو الحي أنهم لن يتنازلوا عن حقهم في الترحيل بعد العشرات من الوعود الكاذبة التي يطلقها القائمون على مقاطعة الحراش، واعتبروا أنفسهم الأحق قبل سكان ديار الشمس في عملية الترحيل بحكم وضعيتهم الاجتماعية، مؤكدين أن هذا الإقصاء لن يمر هذه المرة مرور الكرام ولن يسكتوا على حقهم إلى غاية برمجة عملية ترحيلهم· وأكد السكان الذين انتفضوا، صبيحة أمس، أن وقف الاحتجاجات ووقف المشادات مع رجال الشرطة أتى أكله بعد أن طلبت السلطات المحلية من ممثلي الحي اجتماعا طارئا لإعادة الهدوء وإقناعهم بالعدول عن أعمال الشغب، وهو ما يرفضه سكان الحي الذين يطالبون بإعادة إسكانهم في أقرب الآجال رافضين في ذات السياق الرّحلة إلى بلدية مفتاح·