أكدت دراسة قام بها معهد "كانو" التابع لوزارة الخارجية الإسبانية أن المواطنين الجزائريين المقبوض عليهم بتهمة الانتماء إلى جماعات إرهابية مثلوا أكثرية الموقوفين بالتهمة نفسها من جميع الجنسيات، حيث مثلت نسبتهم حوالي 29.8 بالمائة من المجموع العام. وأشارت الدراسة السوسيولوجية حول الإرهابيين في إسبانيا الى أن هذا النسبة التي يمثلها الجزائريون بين الجماعات المتشددة مرتفع مقارنة مع عدد جاليتهم في هذا البلد، حيث إن عدد المنخرطين فيها أكبر من نظرائهم ذوي الأصول المغربية الذين حلوا في المركز الثاني بنسبة 27 بالمائة، رغم أن عدد الجالية المغربية أكبر بعشر مرات. وبهذا الخصوص قال معدا الدراسة، فرناندو ريناريس وكارولا كالفو، إن السبب في ارتفاع عدد الإرهابيين الجزائريين الذين تم القبض عليهم أو سجنهم بإسبانيا يعود الى سنوات التسعينات التي كانت تعاني فيها من انتشار موجات الإرهاب، ومن الإستراتيجيات التي انتهجتها هذه الجماعات هو إقامة خلايا في الضفة الشمالية للبحر المتوسط. وأظهرت درسة معهد كانو أن إسبانيا من أكثر الدول الأوروبية تشديدا على منح الجنسية للمشتبه في ارتباطهم للجماعات الإرهابية، حيث حصل عليها ما يقل عن 16 بالمائة، لكن 83 بالمائة منهم تتوفر لديه الإقامة الشرعية. وبالمقارنة مع بريطانيا نجد أن هذه الأخيرة أكثر تسهيلا في هذا الجانب، حيث حصل ما لا يقل عن 77.5 ممن ثبت تورطهم في نشاطات إرهابية على الجنسية البريطانية. ومن المنتظر أن تؤثر هذه الأرقام التي نشرها المعهد المرتبط بوزارة الخارجية الإسبانية على سياسات الهجرة ومنح التأشيرة في السفارة الإسبانية والقنصليات التابعة لها بالجزائر، من خلال تشديد الإجراءات في منح تأشيرة السفر للراغبين في الحصول عليها خصوصا بعد أن تم إلقاء القبض على العديد من الخلايا الإرهابية التي تدرب مقاتلين وترسلهم الى سوريا للانضمام إلى صفوف الجماعات المسلحة المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة. فقد ورد في التقرير الذي صدر بعنوان "أرقام وحقائق.. الإرهابيون الإسبان بسوريا" أن بداية سفر الجهاديين نحو سوريا كانت في أفريل 2012 بعد تلقيهم تدريبات عسكرية بشكل سري بمنازلهم في إسبانيا وفي بعض مساجد مدينة "سبتة" والمدن المجاورة فيما تابعوا تدريباتهم في سوريا تحت لواء الخلايا التي انخرطوا فيها وأن 11 إسبانيا و6 مغاربة معظمهم بمدينة سبتة اتجهوا الى سوريا وانخرطوا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وفي "جبهة النصرة"، وأن 3 منهم على الأقل نفذوا عمليات انتحارية. وأشار التقرير الى مساعدات من "جهات" تلقتها عائلات هؤلاء "الإرهابيين".