دخل علي بن فليس معترك الرئاسيات القادمة بإعلانه عن الترشح رسميا لهذا الاستحقاق، وفي خطوة تتقاطع مع الحراك الذي ظهر عشية رئاسيات 2004، سيخوض أحد أبرز المرشحين السباق بشكل رسمي. علي بن فليس صاحب الرصيد الهام من التجارب السياسية، من مواليد الثامن سبتمبر 1944 بباتنة، تحصل على شهادة البكالوريا ليلتحق بكلية الحقوق التي تخرج منها سنة 1968 حاملا شهادة الليسانس، تدرج علي بن فليس في سلم القضاء، حيث شغل منصب قاض بمحكمة البليدة في أكتوبر 1968، ثم أصبح قاضيا منتدبا بالإدارة المركزية في وزارة العدل، حيث كان مديرا فرعيا مكلفا بالطفولة الجانحة من ديسمبر 1968 إلى نهاية 1969، ومن سنة 1969 حتى 1971 تقلد وظيفة وكيل جمهورية لدى محكمة باتنه، وذلك قبل أن يصبح نائبا عاما لدى مجلس قضاء قسنطينة من 1971 إلى 1974. امتهن علي بن فليس مهنة المحاماة بمدينة باتنة، وانتخب نقيبا لمنظمة المحامين لمنطقة باتنة ما بين 1983 و1980. وفي الفترة نفسها كان عضوا في اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني للمنظمة الوطنية للمحامين. وفي سنة 1987 انتخب للمرة الثانية نقيبا لمحامي باتنه حتى سنة 1988، وفي هذه الفترة ظهر علي بن فليس كوجه قانوني بارز في شرق البلاد ما أكسبه مواقع سياسية عليا، فقد اختير في سنة 1988 وزيرا للعدل وظل في هذا المنصب ضمن طاقم حكومة قاصدي مرباح وحمروش وسيد أحمد غزالي، وفي ديسمبر 1989 انتخب عضوا في اللجنة المركزية والمكتب السياسي لحزب جبهة التحرير، وقد ترشح علي بن فليس في قائمة حزب جبهة التحرير الوطني في انتخابات 1991 مع منافسيه في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة فهُزم في دائرة باتنة، وترشح ضمن قائمة حزب الجبهة في انتخابات 5 جوان 1997 بولاية باتنه، وفازت لائحته بأربعة مقاعد من بين 12 مخصصة للولاية. وفي شهر مارس 1998 أعيد انتخابه عضوا في اللجنة المركزية والمكتب السياسي لحزب جبهة التحرير وكلف بالعلاقات مع المجلس الشعبي الوطني، ثم تم انتخابه أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني في سبتمبر 2003 خلفا لبوعلام بن حمودة. وقد أعلنت هياكل حزب جبهة التحرير الوطني عن ترشيح بن فليس لرئاسيات أفريل 2004 ما أدى إلى زهور الحركة التصحيحية بقيادة عبد العزيز بلخادم إلى الوجود، وجمد القضاء نشاط الحزب في 30 ديسمبر 2003. ومعلوم أن بن فليس تقلد منصب رئيس الحكومة من 23 ديسمبر 1999 إلى 27 أوت 2000، أي في فترة حكم عبد العزيز بوتفليقة الذي كان من أبرز مساعديه قبل أن يعلن ترشحه لرئاسيات 2004 التي خاض فيها صراعا شديدا مع محيط الرئيس بوتفليقة والأحزاب المساندة له، ومن شأن ترشحه أن يضفي على الاستحقاق الرئاسي نكهة خاصة، كون المنافسة ستكون على أشدها إن ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة.