موزعون من ولايات مختلفة يقضون لياليهم في العراء أمام ملبنة عريب ذكرت مصادر محلية أن اضطرابات غير مسبوقة تتطبع سوق توزيع أكياس الحليب ومشتقاته في ولاية عين الدفلى. وقد وجهت جمعيات محلية تخص حماية المستهلك عبر تراب الولاية أصابع الاتهام إلى وحدة إنتاج الحليب بمدينة عريب التي تتحمل حسبها مسؤولية الأزمة الطاحنة التي تعرفها عملية توزيع الحليب، وفي وقت نفت المصالح التجارية التابعة لإدارة ملبنة عريب ذات الاتهامات وأرجعت الأزمة إلى تذبذب في التوزيع وتعمد تجار معروفين على مستوى الولاية إبقاء المضاربة في الأسعار لتحقيق ربح سريع، فإن العديد من المستهلكين اعتبروا ملبنة عريب مصدر التوترات التي وقعت في الولاية وأنها اعتادت اختلاق مثل هذه الأزمات كما هو حال أزمة 2012 التي شهدت ندرة حادة في أكياس الحليب. وقال المصدر نفسه إن المواطن في الولاية ذاق الأمرّين للعثور على كيس حليب في الفضاءات ومحلات المواد الغذائية في ظل الغياب شبه الكلي لهذه المادة الإستراتيجية. وقد وجد المواطن نفسه مضطرا لشراء المشتقات المختلفة بأسعار باهظة تتراوح بين 80 و100 دج لتعويض أكياس الحليب لتلبية حاجيات أولاده. كما اضطر بعضهم مكرهين على اقتناء الحليب عن طريق البيع المشروط الذي يفرض شراء هذه المشتقات إلى جانب مواد غذائية محكوم عليه بالتكدس، وهذا ما كلف كثيرين نفقات إضافية لم يقرأوا لها حسابا. وتظهر المعطيات أن الساعات الأخيرة عرفت أزمة حقيقية في سوق توزيع الحليب خصوصا بالمدن الكبرى التي لم تصلها المادة المطلوبة بكثرة هذه الأيام، وبينت وقائع الميدان تدافع المئات من المستهلكين على شاحنات التوزيع للحصول على كيسين أو ثلاثة من الحليب كما هو الحال بمدن خميس مليانة، العطاف وعاصمة الولاية. وبلغ الأمر استنادا إلى مصادر محلية إلى اعتراض شاحنة محملة بالحليب على الطريق الرابط بين خميس مليانة وسيدي لخضر قادمة من ملبنة عريب غرب عاصمة الولاية، وتمت السيطرة عليها عنوة من قبل عشرات المستهلكين لعجزهم عن توفير المادة خلال 6 أيام خلت. وبملبنة عريب، اصطفت منذ ثلاثة أيام مئات الشاحنات القادمة من ولايات مجاورة وبعيدة كالجلفة، المسيلة، الجزائر العاصمة، المدية والبليدة وحتى الشلف، على مقربة من مبنى الملبنة التابعة للمجمع العام "جيب لي" تنتظر الحصول على حصصها اليومية وسط توتر شديد يطبع هؤلاء الموزعين الذين نددوا بلجوء إدارة الملبنة إلى تخفيض حصصهم من 3 آلاف إلى 1000 كيس من الحليب، وهو ما وصفه الموزعون بالإجحاف الممارس من قبل الإدارة التي لم تظهر نوايا طيبة للخلاص من الأزمة الحالية. وقد حاولت "البلاد" معرفة رأي إدارة ملبنة عريب بشأن تداعيات الأزمة الراهنة التي أخذت في التزايد مع مرور الأيام، إلا أن مديرها العام برر في العديد من المرات وجوده في اجتماع مغلق مع ممثلين عن الموزعين المحتجين أمام الملبنة، وهو ما نفاه أحدهم بالمرة وقال إن الموزعين عجزوا عن لقاء المدير العام.