تورط أكثر من 1139 من ضحايا التسرب المدرسي على مدار الثلاث سنوات الأخيرة في قضايا إجرام بمختلف أنواعها كالقتل والسرقة والمخدرات. أكدت دراسة تحليلية أجرتها المجموعة الإقليمية للدرك الوطني للعاصمة أن الأشخاص أكثر اقترافا لجرائم القتل والسرقة والمخدرات خلال الثلاث سنوات الأخيرة ينتمون للفئة الشبانية التي مسها التسرب المدرسي، خاصة أن أغلبهم غير مسبوقين قضائيا كما أثبتت هذه الدراسة التحليلية أن الأشخاص المتورطين في القضايا المذكورة قدر عددهم ب1139 شخص. وحسب الدراسة، فإن نشاط الوحدات الإقليمية التابعة لدائرة الاختصاص في مدة ثلاث سنوات بلغ عدد جرائم العنف 281 حالة أي بنسبة 34.82 % وجرائم السرقات 305 حالة أي بنسبة 37.79 % وجريمة المخدرات 196 قضية أي بنسبة 24.28 % وجرائم القتل 25 قضية أي بنسبة 3.09 % بمجموع كلي لعدد القضايا المعالجة 807 قضية، أما بالنسبة إلى المستوى الثقافي فإن الفئة الأكثر تورطا في الإجرام هي ذات المستوى المتوسط التي خرجت في سن مبكرة من المدرسة، حيث سجلت أعلى نسبة ب 59.6 بالمائة. كما سجلت أيضا أن الأشخاص الذين ارتكبوا الجرائم أغلبهم بدون مهنة أي بطالون وبلغ عددهم 662 شخص أي بنسبة أعلى قدرت ب58,12 % أما فئة الطلبة فقد قدرت ب2.6 بالمائة أرجعها أصحاب الدراسة، أما عن أسباب تفشي الإجرام بين أوساط الفئة الشبانية للظروف الاجتماعية التي مرت بها البلاد خلال العشرية السوداء، بالإضافة إلى النزوح الريفي، مما أدى إلى غياب الرقابة الأبوية أو ممارستها بطريقة غير منتظمة وواضحة، كما أرجعوها إلى تقليد وتعلم سلوكات سيئة عن طريق القنوات الفضائية والأنترنت وسهولة الإندماج في الأوساط ذات السلوكات المضادة للمجتمع أكدوا في سياق متصل أن التسرب المدرسي أو الخروج المبكر من الدراسة يبقى السبب الرئيسي في تفشي ظاهرة الإجرام بين الأوساط الشبانية الذي يؤدي في حد ذاته إلى انتهاج سلوكات منحرفة لأن الشاب الذي يبقى دون تكوين أو بدون ممارسة أي نشاط وبعيدا على ما يريد تحقيقه في المستقبل يجعله يلجأ إلى العنف كوسيلة للعيش.