كشفت التحقيقات الأمنية عن ثروة طائلة لبارون المخدرات "زنجبيل" الذي توفي في سبتمبر من عام 2012، وتتمثل تلك الثروة في عقارات بالعديد من ولايات الوطن وحسابات بنكية خارج الوطن. وحسبما أدلى به مصدر عليم، فإن ذلك جاء بعد التحقيق مع شقيق "زنجبيل" المدعو "ز،م" الذي يتواجد رهن الحبس بعد أن تورط في قضية تزوير واستعمال المزور عندما قدم رخصة سياقة مزورة من أجل إخراج جثمان شقيقه والتسريع بدفنه عندما توفي في ظروف غامضة بعيادة خاصة بوهران، بعد 20 سنة من البحث عنه. وتأتي هذه التطورات الجديدة ليصبح بارون المخدرات الأول والأخطر في الجزائر، والذي كان مصيره غامضا ويشكل لغزا في حياته، أصبح لغزا أيضا حتى بعد مماته، فرغم مذكرات التوقيف الدولية الصادرة بحقه، وتردد أنباء عدة مرة حول قيامه بتسليم نفسه، غير أن الغموض ظل يلف هذا الرجل مصيره، خاصة بعدما لم يتم توقيفه ليظهر فجأة بأنه كان مقيما بوهران وتمكن من دخول عيادة خاصة لإجراء عملية جراحية على مستوى القلب، كانت فاشلة توفي على إثرها وذلك بتاريخ 24 سبتمبر الماضي. وتطورات أخرى كشفت عن مدى نفوذ الرجل هي تورط ابنته في فضيحة تزوير شهادة البكالوريا والتي رفعت عنها الرقابة القضائية مؤخرا، حيث تمكنت من الحصول على شهادة بكالوريا مزورة بمبلغ 30 مليون سنتيم وزاولت دراسته في كلية الحقوق دون علم أحد أنها ابنة أكبر بارون مخدرات مطلوب على المستوى الدولي. وفي شهر أوت الماضي، ظهر فصل جديد من قصة إمبراطورية "زنجبيل" في إحدى جلسات محاكمة رجل يدعى "ز،م" بتهمة التزوير واستعمال المزور، وتبين خلال جلسة المحاكمة بمحكمة الجنح بوهران أن المتابع في قضية الحال هو شقيق بارون المخدرات "زنجبيل"، قدم رخصة سياقة مزورة وصرح بأنه صهر للمتوفى، من أجل استخراج رخصة الدفن" جثمان أخيه في أقرب وقت والتعجيل بنقله إلى مسقط رأسه بولاية الشلف ودفنه في سرية، حيث تم توقيف المعني وقدم أمام المحكمة التي أدانته بعقوبة 3 سنوات سجنا نافذا عن تهمة التزوير واستعمال المزور والتصريح الكاذب. وكان شقيق آخر وهو الأكبر لبارون المخدرات يدعى "عبد القادر الشلفي" قد تورط أيضا في تهريب أزيد من 13 قنطار من المخدرات وتمت إدانته بعقوبة 2 سنة سجنا نافذا ويقبع حاليا بسجن البليدة. غير أن التحقيقات المتواصلة مع شقيقه الأصغر الذي زور رخصة سياقة لتهريب جثمانه، كشفت عن فصل جديد من قصة "إمبراطورية زنجبيل"، حيث تم التوصل إلى عقارات تتمثل في فيلات فخمة كان يمتلكها زنجبيل بولاية وهران، إحداها بحي مارافال وبالقرب من العيادة التي توفي فيها، إضافة إلى أخرى بحي كناستيل، وعقارات أخرى بعنابة، وكانت تلك العقارات مسجلة باسم شقيقه الأصغر الموقوف. كما كشفت التحقيقات مع شقيقه الأصغر عن حسابات بنكية تضم ثروة طائلة في كل من إسبانيا وفرنسا، قدرتها مصادرنا بملايين الدولارات، وكانت مسجلة أيضا باسم "ز،م"، وأضافت المصادر ذاتها بأنه رغم محاولة تملص الأخير وقوله بأنها أملاكه الخاصة، غير أن نشاط الأخير لا يوحي بقدرته على امتلاك كل تلك الثروة، ما يرجح احتمال أن تكون كل تلك الثروة من عائدات نشاط عدة سنوات في المتاجرة وتهريب المخدرات على المستوى الدولي من طرف "إمبراطورية زنجبيل". وقال المصدر المورد للخبر بأن تم حجر العقارات والفيلات المكتشفة بوهران وعنابة، فيما يجري التنسيق حاليا لتجميد الحسابات البنكية التي اكتشفت في إسبانيا وفرنسا إلى غاية النظر فيها من طرف العدالة.