وجه الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي حميد شباط تصريحاته المسيئة الى الجزائر مجددا، مستغلا الأزمة الدبلوماسية التي حصلت بين الرباط وباريس على خليفة تطورات حصلت في العلاقات بين فرنسا والمغرب خلال الأيام الأخيرة. واعتبر شباط في شريط فيديو نشره على صفحاته بوسائل التواصل أن "فرنسا تقوم من مدة طويلة بمؤامرات ضد المغرب وسلامته الترابية"، واصفا "استقلال الجزائر بأنه جزء من هذه الخطة الفرنسية"، مضيفا "إن الفرنسيين يعتبرون أنفسهم فوق الجميع، وهو الأمر الذي لا يمكن للمغاربة ان يقبلوه"، مضيفا "إن حزب الاستقلال كان الحزب المغربي الوحيد الذي طالب باسترجاع الأقاليم المغتصبة، لكون النزاع بين المغرب والجزائر ليس سوى مشكل مفتعل من طرف المستعمر الفرنسي". وراح شباط يتوسع في ادعاءاته المسيئة لتاريخ الجزائر ووحدتها الترابية بالقول "فرنسا كانت تعتقد أن مستعمرتها الجزائر لن تحصل على الاستقلال أبدا، لهذا مكنتها من مناطق وأراض مغربية من قبيل تندوف وبشار وحاسي بيضة وغيرها من المناطق التي كان ولايزال حزب الاستقلال ينادي بعودتها للتراب الوطني". ولم يشرح شباط الذي لديه سوابق كثيرة في التصريحات المسيئة للوحدة الترابية الجزائرية، كيف حصلت المؤامرة التي تحدث عنها، متجاهلا التضحيات الكبيرة المقدمة من طرف الشعب الجزائر لأجل إنهاء احتلال اضطر لأن يخرج مكرها من البلد الذي تمسك بمواصلة استعماره من بين كل دول المنطقة المغاربية. وحمل شباط في الفيديو نفسه على فرنسا بشدة، مطالبا بجعل اللغة الإنجليزية هي اللغة الثانية بدلا من الفرنسية، قائلا "أن تكون اللغة الإنجليزية هي اللغة الرئيسية الثانية في التعليم بالمغرب عوض الفرنسية، وبعدها تكون اللغات الأخرى متساوية"، مشيرا إلى أنه "لا يعقل أن تكون الإنجليزية هي اللغة الرسمية الثانية بفرنسا، بينما المغرب لا يزال يتعامل بالفرنسية". وطالب شباط السلطات المغربية بمراجعة حساباتها مع فرنسا، وتغيير حساباتها في التعامل معها، في إشارة ضمنية إلى أنه غير راض عن الموقف الرسمي المغربي، الذي أعلن عن انتهاء الأزمة الدبلوماسية مع باريس بعد اتصال هاتفي بين الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أكد خلاله الطرفان أن الخلاف قد تم تجاوزه. ويعود التوتر الأخير بين فرنسا والمغرب إلى قيام عناصر من الشرطة الفرنسية، الأسبوع الماضي، بمحاولة تبليغ استدعاء قضائي للمدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني عبد اللطيف الحموشي، بناء على شكوى تقدمت بها منظمة فرنسية تدعى "منظمة عمل المسيحيين لإلغاء التعذيب" تتهمه فيها بالتورط في تعذيب سجناء في المغرب، إضافة إلى تصريحات منسوبة إلى سفير فرنسا في واشنطن شبه فيها المغرب ب«عشيقة ننام معها كل ليلة من دون أن نكون مولعين بها، لكن يجب الدفاع عنها".