الدوما يقر ضم القرم وكييف تحذر من تدخل عسكري فرضت روسيا عقوبات ضد تسعة مسؤولين ومشرعين أمريكيين اليوم الخميس ردا على العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة عليها مع تصاعد التوتر بسبب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وحذرت الغرب من أنها سترد على "كل ضربة معادية". وقالت وزارة الخارجية إن من بين الأمريكيين الذين منعوا من دخول روسيا بنجامين رودس نائب مستشار الأمن القومي وأعضاء مجلس الشيوخ جون بينر وهاري ريد وماري لاندريو. وقال نائب وزير المالية الروسي أليكسي مويسيف أمس، إنه لا يتوقع تأثيرا كبيرا للعقوبات التي أعلنها الغرب على القطاع المالي الروسي بسبب أزمة شبه جزيرة القرم، بينما ألغى الاتحاد الأوروبي قمة مع روسيا كان من المقرر أن تعقد في 3 جوان المقبل. ونقلت وكالة رويترز عن مويسيف تصريحه للصحفيين على هامش مؤتمر للأعمال قوله "في الوقت الحالي لا أرى عواقب شديدة على القطاع المالي". كما انتقد مويسيف خفض وكالتي تصنيف ائتماني توقعاتهما لروسيا، قائلا إنه لا يوجد أساس لهذه الخطوة، وإن "ميزانية هذه السنة ستكون أفضل مما كان متوقعا". وتأتي هذه التصريحات إثر إعلان وكالتي ستاندرد آند بورز وفيتش خفض آفاقهما لروسيا، مما يعني أنهما قد تعمدان قريبا إلى خفض تصنيف هذا البلد. وبررت الوكالتان قرارهما بمخاطر تسجيل الاقتصاد الروسي المزيد من التباطؤ، وهو أساسا في وضع صعب، وخفضت الوكالتان توقعاتهما لنمو الاقتصاد الروسي إلى ما دون 1 % عام 2014. وأعلن الاتحاد الأوروبي نهاية الأسبوع، عقوبات جديدة على روسيا، حيث أضاف 12 اسما إلى قائمة الشخصيات التي فرض عليها عقوبات بسبب ذلك، ليرتفع عدد المعاقبين في اللائحة إلى 33 اسما. وفرض الرئيس الأميركي باراك أوباما عقوبات جديدة على عدد إضافي من المسؤولين الروس، مهددا باستهداف الاقتصاد الروسي مباشرة عبر نقل العقوبات من الأشخاص إلى قطاعات اقتصادية حيوية. وقال أوباما في البيت الأبيض إن على روسيا أن تعلم أن مزيدا من التصعيد لن يؤدي إلا إلى مزيد من عزلتها عن المجتمع الدولي. وتتضمن اللائحة الأمريكية للعقوبات على روسيا أسماء 31 شخصية، بينها خصوصا رئيس الديوان الرئاسي الروسي المقرب جدا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومساعده ألكسي غروموف، ورئيس مجلس الدوما الروسي "الغرفة السفلى في البرلمان" سيرغي نارشكين. وبعد وقت قصير من إعلان أوباما، ردت روسيا بفرض عقوبات على مسؤولين أمريكيين، على رأسهم رئيس مجلس النواب جون بينر، ورئيس الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ هاري ريد، وعضو مجلس الشيوخ جون ماكين. وذكرت الخارجية الروسية أنه يجب ألا يكون هناك أي شك في أن أي هجوم عدائي سيقابل بتحرك مناسب، معلنة استهدافها تسعة أشخاص هم من مساعدي أوباما وأعضاء بالشيوخ الأمريكي. وتشمل القائمة السوداء الروسية أيضا كارولين أتكينسون ودانيل فايفر وبنيامين رودس، وهم مساعدون للرئيس الأمريكي، والسيناتور ماري لاندريو، والسيناتور دانييل كوتس، حيث يمنعون من دخول الأراضي الروسية. وأبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأمريكي جون كيري بأن قرار ضم القرم إلى روسيا نهائي ويجب احترامه. من ناحية أخرى، وافق الدوما الروسي "الغرفة السفلى للبرلمان" على اتفاقية ضم شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي، في حين حذرت كييف من استعدادات روسية للقيام بتدخل عسكري شامل في شرقي أوكرانيا وجنوبيها، بينما استبعدت واشنطن أن تتدخل عسكريا في الأزمة. وأسفر اجتماع الدوما على التصديق على الاتفاقية التي وقعها الرئيس فلاديمير بوتين مع قادة القرم الجدد، وذلك بعد أن أجازت المحكمة الدستورية هذه الاتفاقية أمس الأربعاء، كما ينتظر أن يتخذ مجلس الاتحاد "الغرفة العليا للبرلمان" الإجراء نفسه. وفي الأثناء، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من أن يؤثر الانقسام الحاصل بين روسيا والدول الغربية بشأن أزمة أوكرانيا على أداء مجلس الأمن الدولي. وبينما اقتربت أوكرانيا من الاتحاد الأوروبي بتوقيع الشق السياسي من اتفاق الشراكة، استكملت موسكو اليوم المسار القانوني لضم شبه جزيرة القرم لروسيا بمصادقة الغرفة العليا للبرلمان على الاتفاقية التي وقع عليها الرئيس فلاديمير بوتين قبل أيام مع قادة القرم.