انتقد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، محمد مباركي، تعليمات الوزير الأول المستقيل عبد المالك سلال التي أمره فيها بفتح مراكز بيداغوجية حديثه، وأكد في المقابل أن تحسين مستوى التكوين لا يتطلب فتح مؤسسات جامعية جديدة، بل يستدعي تحسين ظروف ونوعية التكوين في المؤسسات المتوفرة حاليا وتسعى مصالحه للوصول إلى النوعية وتطوير مستوى التعليم. وشدد مباركي على ضرورة التوجه نحو "التكوين النوعي لبلوغ الامتياز" على مستوى الجامعية الجزائرية، وأكد الوزير في كلمة له خلال أشغال الندوة الوطنية للجامعات، بحضور عمداء ومدراء المؤسسات الجامعية على المستوى الوطني على ضرورة "توفير الظروف المادية والبشرية تحضيرا للدخول الجامعي المقبل لتحقيق تكوين نوعي لفائدة الطلبة في مختلف الأطوار الجامعية"، واستهجن المسؤول الأول عن القطاع تعليمات الوزير الأول عبد المالك سلال التي أمره فيها بفتح مؤسسات جامعية، وقال مباركي في هذا الشان إن "تحسين مستوى التكوين لا يتطلب فتح مؤسسات جامعية جديدة، بل يستدعي تحسين ظروف ونوعية التكوين في المؤسسات المتوفرة حاليا"، موضحا أن هناك مراكز يوجد فيها أستاذ واحد وهو ما يتسبب في الاكتظاظ، وفي المشاكل التي تعرفها الجامعة الجزائرية، ملحا على وجوب "ضبط برنامج نشاط دقيق ومفصل" تحسبا للدخول الجامعي المقبل. وأكد الوزير استعداد الوصاية لتوفير 2 مليون مقعد بيداغوجي خلال الدخول الجامعي المقبل 2014 2015، موضحا أن الوزارة ستوظف 6000 منصب شغل لأجل أساتذة التعليم العالي ليتم توفر أستاذ لكل 20 طالبا جامعيا. وكشف مباركي عن فتح الوزارة لفروع جديدة لشهادة ليسانس، الهدف منها تطوير خريطة التكوين من خلال التحكم في عروض التكوين وإضفاء الانسجام على شروط الانتقال بين ليسانس والماستر، مع توحيد شروط مناقشة أطروحات الدكتوراه والتأهيل الجامعي طبقا لمعايير محددة، إضافة إلى وضع عدة تنظيمية تضبط التوافق بين شهادات النظام الكلاسيكي وشهادات نظام LMD، مركزا على مسألة تنظيم الالتحاق بالتكوين في الدكتوراه، حيث قال الوزير لا بد من ضبط كيفيات سير هذا التكوين وتأطيره القانوني بالاستفادة من الدروس المستخلصة من تجربة النظام الكلاسيكي، خصوصا أنه قد تم لحد الآن تسجيل 10 آلاف طالب في هذا الطور، وهو العدد الذي يتطلب إطار ملائم يضن تسييرا فعالا لهذا التكوين ذا البعد الاستراتيجي، وهذا بوضع إجراءات موحدة في مناقشة أطروحات الدكتوراه بكيفية توفق بين التسيير المهني للباحث وطموحاته. من جهة أخرى، جدد الوزير مباركي التأكيد على أن الوزارة ستعمل على توحيد المنظومة البيداغوجية بين مختلف المراكز البيداغوجية عبر كافة التراب الوطني، وهذا بعد الأخذ بالمقترحات التي تقوم بها الندوات الجهوية التي تقيم ميدانيا مستوى كل صرح جامعي وتأخذ بتوصيات تقوم على أساسها الوصاية بتأطير النموذج التعليمي بكل هذه المؤسسات وهو ما يخلص إلى توحيد النموذج البيداغوجي تفاديا للخروقات التي حدثت بالجامعات خلال السنة الدراسية الجارية.