أطلقت مديرة المسرح الجهوي لتيزي وزو فوزية آيت الحاج في حديث ل''البلاد''، النار على من أسمتهم ب''الانتهازيين والتجار'' الذين لايقدمون سوى الرداءة والأعمال الهابطة ويتخذون مسرح الطفل بوابة للثراء والربح السريع على حساب عقول أطفالنا الذين يحاول هؤلاء استغفالهم بأعمال تصيبهم ب''البله''. وجاء كلام المخرجة التي اشتغلت لسنوات في ميدان مسرح الطفل، في سياق تقييمها للأعمال الموجهة لهذه الشريحة من المجتمع وتم عرضها في مختلف التظاهرات في الفترة الأخيرة. حيث تقول في هذا الصدد إن المشاكل التي يعانيها مسرح الطفل في الجزائر ترجع في الأساس إلى أن معظم المشتغلين في المسرح لايعطون أهمية للأعمال الخاصة بالأطفال، وظل هذا الحال مستمرا لسنوات عديدة حتى برز في الفترة الأخيرة عدد من المهرجانات والتظاهرات التي تعنى بالطفل على غرار المهرجان الوطني لمسرح الطفل الذي نظم مؤخرا بخنشلة، إلى جانب تظاهرات مماثلة في ولايتي عين تيموشنت وتيارت، حيث نسجل هنا، تضيف محدثتنا، عودة إلى هذا اللون المسرحي خصوصا من جانب المسارح الجهوية المنتشرة عبر البلاد التي صارت تنتج عملا واحدا على الأقل سنويا موجها للطفل. وفي السياق ذاته، طرحت المخرجة المسرحية فوزية آيت الحاج مسألة التخصص في الأعمال الموجهة للطفل، معتبرة أن العديد من الفنانين والفرق المسرحية تقدم عروضا للأطفال غير أنها تظل بعيدة عن المستوى أو النوعية المطلوبة كون أصحابها غير مكونين أصلا ولم يتخرجوا من معاهد التكوين المسرحي عدا فئة قليلة جدا تعد على رؤوس الأصابع أمثال الفنان محمد إسلام عباس الذي يقدم سنويا أعمالا خاصة بالطفل، مذكرة في هذا الإطار بأن المسرح الجهوي لتيزي وزو قام مؤخرا بتنظيم ورشات تكوينية شملت 17 من أعوان دور الشباب والتربية. من ناحية أخرى، تؤكد فوزية آيت الحاج أن العديد من الفنانين المشتغلين في مسرح الطفل أتوا عن طريق ''المصادفة'' أو بعدما عجزوا عن العمل في مسرح الكبار، معتبرة هنا أن مسرح الطفل ليس سهلا كما يعتقد كثيرون، فعلى الرغم من أنه لا يختلف كثيرا عن المسرح المحترف والموجه للكبار، إلا أنه يجب أن يراعي الجوانب ''البسيكولوجية'' والاجتماعية التي تتلاءم مع نمو عقل الطفل وطريقة تفكيره، وهذا بالاعتماد على أخصائيين، مضيفة أن مايعاب على مسرح الطفل في هذا الإطار، هو أنه صار مليئا بالخطابات والشعارات والنصائح وتوظيفه للغة الوعظ التي تنفر الأطفال ''أتأسف كثيرا عندما أرى دور ثقافة وفنانين مسرحيين يلبسون ثوب المهرج ويغيرون أصواتهم ويعرضون مسرحيات تنصح بغسل اليدين واستعمال فرشاة الأسنان''، وهذا لأنه ليس من وظيفة مسرح الطفل التربية، فذاك شأن الأسرة والمؤسسات التعليمية، والمسرح مطالب بتقديم التسلية التي تتضمن القيم الإنسانية والاجتماعية، وليس التفاهات التي تجعل الأطفال بلهاء، وهو ماحاولت العمل عليه من خلال مسرحية ''أنشودة الأطفال''، من اقتباسها وإخراجها، التي يعاد عرضها هذه الأيام بمسرح تيزي وزو، كونها لاتزال مطلوبة بعد أكثر من اثني عشر سنة من إنتاجها، على حد تعبيرها.