أكدت فوزية آيت الحاج، مديرة المسرح الجهوي بتيزي وزو الذي يحمل اسم أحد أبرز الأعلام الوطنية البارزة في حقل الأدب الجزائري والعالمي المسرحي ''كاتب ياسين ''، أن هذا الفضاء الثقافي سيفتتح أبوابه في غضون السنة الجارية 2010. أوضحت ايت الحاج أسباب تأخر أشغال الترميم بهذا الصرح المسرحي التي أرجعتها إلى جملة من الصعوبات التي واجهت مكاتب الدراسات المكلفة بالترميم. عن هذه المشاكل وعن جديد مسرح كاتب ياسين تحدثنا فوزية ايت الحاج في هذا الحوار. ما أسباب تأخر أو تعطيل أشغال ترميم المسرح الجهوي كاتب ياسين؟ أولا أرحب بجريدة ''الحوار'' وتحياتي الخالصة للطاقم القائم عليها. فيما يخص أشغال ترميم المسرح الجهوي كاتب ياسين لولاية تيزي وزو فهي متواصلة على قدم وساق ولا يوجد أي تعطيل، وعن طول مدة الترميم التي تدخل عامها، فالأمر مقصود لأن وضعية المسرح في حد ذاتها تتطلب ذلك. فكل المؤسسات التي تسند لها مهمة ترميم مبنى ما تلتزم بعملها بشكل فعال وأكيد، فهي بذلك لا تعمل بطريقة عشوائية، بل يحكمها الضمير المهني. وقد تم لهذا الغرض تنصيب مكتب دراسي يعمل بصفة دورية، حيث لا نجد مثلا مؤسسة مختصة في الكهرباء تقوم بأعمالها في ذات الوقت مع مؤسسة مختصة في تركيب أسلاك الهاتف، بل كل مكتب يبدأ من حيث انتهى المكتب الذي سبقه حتى لا يحدث الخلط. فمسرح كاتب ياسين يعد من أكبر المسارح في الجزائر فهو يحتل المرتبة الثانية من حيث المساحة بعد قاعة الأطلس التي تقع بباب الوادي بالعاصمة الجزائر، لذلك يتطلب وقتا اكبر لاستكماله في أحسن حلة . كما أن الجزائر لما استلمت هذا المسرح الذي قامت ببنائه مؤسسة بلجيكية في سنوات السبعينيات كان غير مكتمل، وحتى يرقى إلى مصاف المسارح العالمية وهو ما نسعى إليه فعلا من خلال عملية الترميم هذه، يحتاج الى وقت. خشبة المسرح وكل المرافق التابعة لها مثل قاعة التدريبات، القاعة الخاصة بالديكور وأشياء أخرى لا تقل أهمية، كانت غير موجودة لحظة افتتاح المسرح في أول عهده. هل ثمة مشاكل تواجه مكاتب الدراسات المكلفة بترميم هذا الصرح الثقافي؟ أهم عائق صادف مدراء ومسيري مكاتب الدراسات التي أوكلت لها مهمة ترميم هذا الصرح الثقافي والفني افتقاد المصالح الرسمية بالولاية مثل الحماية المدنية، سونلغاز، الأرشيف، إلى جانب وثائق ومخططات خاصة بهذه المؤسسة الفنية، الأمر الذي جعل القائمين عليها يسهرون آناء الليل وأطراف النهار من أجل تجهيزه ليكون في مستوى المسارح العالمية وبمقاييس تليق بمستوى الأعمال التي سيحتضنها مستقبلا. نحن لا نريد إعادة صبغ الكراسي وبوابة المسرح أو تغيير ستائر القاعة، وطلاء الجدران، بل نريد استحداث أشياء لم تكن من قبل، حتى نوفر كل أسباب الراحة للمتلقي كتوفير الأجهزة الخاصة بتهوية المكان خاصة أن مناخ منطقة تيزي وزو يمتاز ببرودة طقسه شتاء وبجوه الحار صيفا ، كما قمنا بحفر ستة أمتار تحت الخشبة من أجل تثبيت آلة الصوت بالصورة التي تجعل الجمهور الذي يؤم القاعة يتابع العرض مرتاحا ولا يعاني من رداءة الصوت والرؤية، فضلا عن أمور أخرى لم تأخذها المؤسسة البلجيكية بعين الاعتبار. وهل حددتم تاريخ الافتتاح الرسمي لهذا المسرح؟ نحن الآن، كما أشرت، بصدد تغيير كل ما يجب تغييره واستحداث تقنيات أخرى تعكس مستوى المسرح الذي نطمح للوصول إليه في المستقبل القريب إن شاء الله في هذه الولاية التي تمتاز بكثرة المبدعين في شتى المجالات. وحسب السيد ولد علي مدير الثقافة والمشرف العام على أشغال الترميم فقد أكد على أن الافتتاح الرسمي لهذا المسرح سيكون في غضون السنة الجارية. وماذا عن جديد أجندة كاتب ياسين المسرحية عقب الافتتاح؟ هنا في ولاية تيزي وزو كل شيء يدعو إلى إعادة النظر في العديد من الأمور، أولا يجب الاعتناء بالجمهور المسرحي وببالفنانين، نحن نؤمن بالمتلقي الأمازيغي وهذا الشيء لاحظناه خلال فعاليات أيام المسرح الأمازيغي، لكن يبقى الجمهور غير وفي فهو مبعثر هنا وهناك ونحن نحاول استجماعه من وقت لآخر من خلال عرض بعض المسرحيات التي قمنا بها في مناطق مختلفة سواء العاصمة أو بدار الثقافة هنا بالولاية أو في مقرات الإقامات الجامعية لبلدية تيزي راشد. المهم نحن لم نتوقف ونقوم بعروض مسرحية ريثما تنتهي أشغال الترميم، وفي أجندة المسرح عروض مسرحية خاصة بالأطفال. وعلى غير العادة أعتبرها سابقة في تاريخ المسرح الجزائري فقد قررنا إنشاء مسرح متنقل وستكون وجهتنا إلى المدارس التي تنشط على مستوى الولاية ونسعى من خلال هذه العملية إلى تربية الناشئة على ثقافة المسرح حتى نكون جمهورا مسرحيا واعدا ونصنع بذلك متلقيا مسرحيا جديدا ونستثمر في الطاقة الشبانية التي هي عماد المسرح في المستقبل في هذه الولاية، وسنطلب منهم التطرق في أعمالهم إلى التراث غير المادي الكامن في عمق الجزائر مثل حكاية'' لنجة بنت الغول'' حتى ننمي الحس الثقافي لدى أطفالنا ونعلمهم تراثنا الجزائري الأصيل. إلى أين وصلت التربصات التي شرع فيها مسرح تيزي وزو مؤخرا؟ فعلا لقد برمجنا أربع دورات تكوينية ستنطلق في ال 21 مارس إلى غاية 2 أفريل المقبل في فنون العرض المسرحي من طرف المسرح الجهوي تيزي وزو بمعدل دورتين في اليوم، حيث سيتم تخصيص الدورة الأولى لإطارات قطاع التربية والتعليم العالي، فيما سيتم تخصيص الدورة الثانية لإطارات مديرية الشبيبة والرياضة، وتكوين منشطين في الاقامات الجامعية، لقد عقدت هيئتنا اتفاقية مع مديرية التربية للولاية من أجل تكوين الشباب في مجال المسرح الذين سيحملون فيما بعد المشعل وسيكونون هم بدورهم فرقا مسرحية جديدة تضاف إلى تلك التي تنشط على الساحة الجزائرية. وسيتم زيارة الكثير من المؤسسات التعليمية المتواجدة وسط الولاية في انتظار تعميم العملية على القرى والمداشر، على الرغم من أننا سبق وأن قمنا في شهر جويلية 2009 بتنظيم زيارة إلى بعض المدارس الكائنة في أرياف الولاية، و ستقبلونا بصدر رحب، إضافة إلى كل هذا يجب أن نشير إلى عائق انعدام الإمكانيات المادية لاحتواء الأمر بشكل كلي. أعتبر هذا التربص بمثابة فرصة ستتخرج منها العديد من الأسماء التي ستنعش الوسط الفني في المستقبل. ما هو تصوركم لحفل الافتتاح؟ لدينا فكرة أن حفل الافتتاح سيكون رفيع المستوى، يعكس مستوى الحدث الذي انتظره الجمهور لمدة طويلة، وقد قررنا افتتاح المسرح بكوميديا غنائية بعنوان '' الجزائر نار ونور'' تروي قصة الشعب الجزائري عبر العصور، هي قصة حب جميلة جدا يشارك فيها حوالي خمسين فنانا من راقصين، مغنيين وممثلين، وهذا العمل يتطلب ميزانية كبيرة جدا، نناشد بالمناسبة السلطات المعنية مساعدتنا حتى نضمن السير الجيد لهذا الحدث الثقافي والفني الذي سيفتح آفاقا واسعة أمام الفن في الجزائر.