بلغ الماراتون الانتخابي على منصب رئيس الجمهورية بنقاط عديدة في الغرب الجزائري، ذروته من تعليق لافتات وولائم ضخمة تعد بعشرات الملايين وتجمعات على إيقاع الأغاني الممجدة لبعض الأوزان الثقيلة المرشحة للفوز باقتراع 17 أفريل، إضافة إلى مواكب ضخمة بلغت مسافات عطلت حركية المرور في الطرقات الوطنية كما هو الحال للطريقين 04 الرابط بين الشلف وعين الدفلى والأخر رقم 23 الممتد بين غليزانوتيارت، وشوهدت مسيرات ضخمة لأنصار بوتفليقة وبن فليس وحتى لويزة حنون التي خطفت بدورها الأضواء في كل من مستغانموالشلف. وحسب المعطيات التي وقفت عليها "البلاد" في جولات استطلاع بولايات الغرب، فإن الحملة الدعائية التي بدت فاترة في أسبوعها الأول، انتعشت كثيرا في الأيام الأخيرة من أسبوعها الثاني، وقد شهدت ولاية الشلف في ظرف 4 أيام ما يزيد عن 9 تجمعات شعبية ضخمة وجوارية لأنصار بوتفليقة وبن فليس وتواتي، موازاة مع قدوم مديري مداومات المتنافسين الثلاثة إلى الولاية انطلاقا من سلال، بلقاسم ساحلي وبن صالح عن المتنافس الحر عبد العزيز بوتفليقة، إلى جانب قيام مديرية حملته بأكبر تجمع ضخم جمع طلبة الزوايا ورجال المال والأعمال والجمعيات المحلية، وتم الاتفاق على تنظيم موكب سير لا مثيل له عشية الانتخابات الرئاسية قد يصل إلى 1 كيلومتر يجوب كامل ربوع الولاية في قافلة تحمل شعار بوتفليقة رجل سلم وسلام. فيما اكتفى أنصار بن فليس بتجمعين نشطهما مدير المداومة، وجمال عبد السلام الداعم لحملة الرئيس الأسبق للحكومة، ونظمت اللجان المؤيدة لبن فليس 4 تجمعات شعبية في الجهة الشمالية. فيما استحال عليها دخول المواطن المحسوبة على بوتفليقة بالنظر إلى قدرة رؤساء بلديات محسوبين على هذا الأخير على فرملة تحركات الموالين لبن فليس . فيما لم تقم مديريات بلعيد وحنون ورباعين وموسى تواتي بوقفات مماثلة، باستثناء تحركات طفيفة لأنصار تواتي تزامنا مع زيارة رئيس الجبهة الوطني الجزائرية إلى الشلف وتنشطيه تجمعه بقاعة سينما الجمال. وطغت الأجواء نفسها على ولاية تيارت من خلال قيام 3 مداومات معتمدة من قبل عبد المالك سلال مدير حملة المرشح الحر بوتفليقة، على عشرات المسيرات والوقفات تأييدا لمرشحهم. كما انتشرت كثيرا "بوستيرات" عملاقة لبوتفليقة تزيد عن 10 أمتار في مدخل ولاية تيارت في شقه الغربي محسوبة على محافظة الأفلان التي ارتضت تنشيط الحملة وحدها دون إحداث التنسيق بينها وبين المداومة الرسمية التي يقودها عضو مجلس وطني عن الأرندي. بينما وزعت مجموعة من المقاولين ورجال الأعمال في أواخر الأسبوع الماضي مطبوعات ببرنامج المرشح، مع توزيع أكياس دقيق في عديد الجهات المعزولة كعين كرمس، رحوية، الناظورة وفرندة، مقابل دفعهم إلى المشاركة بقوة في صناديق الاقتراع وإنجاح حملة بوتفليقة . في الجهة المقابلة خفتت أصوات البنفليسيين في الأيام الأخيرة لافتقارهم للإمكانيات المادية والتي تقوم على جهود ذاتية من أعضاء الحملة دون وجود ميزانية مخصصة لها، في الوقت الذي ظهرت لأول مرة "بوستيرات" دعائية وكتاب ممجد بعنوان علي بن فليس "المثل الأعلى لرجل الدولة" الذي تم توزيعه في نقاط عديدة من تراب الولاية في محاولة لتكريس اسمه كرقم سياسي فاعل في اقتراع 17 أفريل . في ولاية تيسمسيلت، تستمر الاتهامات بين مدراء الحملات الانتخابية للفرسان الستة بشأن الجهة التي تقف وراء حملات تمزيق لافتات بوتفليقة وبن فليس وحنون، وقد أدت الصراعات التي بدت شبه خطيرة في عاصمة الولاية إلى حد التشابك بين أنصار بن فليس وبوتفليقة وسط تبادل التهم بخصوص تمزيق ملصقات مرشح ووضع أخرى بدلا من المرشح الآخر. أما بخصوص ولاية مستغانم، فإن الوضع لم يشذ عن قاعدة تشويه الملصقات الانتخابية، مع تسجيل بصمات تبدو واضحة لدعاة المقاطعة على المشهد الدعائي في ظل اتهامات وجهتها مديرية مداومة حنون لمجهولين قاموا بحملة تشويه صورها واستعمال عبارات مسيئة لشخصها ومحاولة إقناع المواطنين بأنها "أرنب ثقيل" في سباق الاستحقاق، وأوضح أحد ممثليها بأنه رصد عديد الانتهاكات وأعد تقريرا تم إحالته على الجهات المراقبة للشأن الانتخابي. في وقت يتجاوب الشارع المحلي كثيرا مع حملتي بوتفليقة وبن فليس وعدم التفاته بالمرة لنشاطات المتنافسين الآخرين، بفعل انعكاس شعبية المتنافسين الاثنين في الشوارع العامة والمحلات، أبرزها مقرات المداومات الفرعية لكل مرشح منهما، وقد عرضت مداومة بوتفليقة أول أمس صورة عملاقة جدا لمرشحها بلغت تكلفتها المالية 75 مليون سنتيم تم نشرها بالقرب من مبنى بلدية مستغانم. إلى ذلك، ملت مداومات المتنافسين الأربعة من خطاب هذا المرشح أوفر حظا من الأخر في إشارة واضحة إلى قطبية بوتفليقة وبن فليس، حيث تبدو حملتها الدعائية باهتة، بل استسلمت للأمر الواقع وبقيت تتفرج على قطبي الصراع اليوم