"البلاد" تقوم بمسح شامل لمداومات المرشحين عبر الولايات الغربية دخلت الحملة الدعائية لرئاسيات 17 أبريل أسبوعها الثاني في الغرب الجزائري، وتعتبر حملة المتنافسين عبد العزيز بوتفليقة وبن فليس الأبرز والأعلى صوتا والأوسع انتشارا من باقي الفرسان الأربعة. كما يلفت الانتباه في مختلف ولايات الجهة التي رصدت "البلاد" أجواء الحملة منها، الحراك القائم في مداومتي الرئيس بوتفليقة والرئيس الأسبق للحكومة، وتظهر حملتهما في الشلف، غليزان، تيارت، تيسمسيلت، مستغانم ومعسكر، حسبما استقيناه بصور فخمة أنفق رجال المال والأعمال عليها أموالا ضخمة كما هو الحال مع الصورة الحائطية المنشورة على مدخل ولاية مستغانم التي أنفق عليها رجل أعمال ما يناهز 32 مليون سنتيم، وجدارية بن فليس في مدينة المحمدية بمعسكر التي فاقت الغلاف ذاته، ويقول معدو حملة بن فليس في الشلف على سبيل المثال إنها تعتمد على التبرعات التي جمعتها لجان المداومة في اجتماع شهير عقد في مقر المداومة الولائية قبل يومين من بدء الحملة الانتخابية، ولم يشأ المسؤولون في حملة المحامي السابق الإشارة إلى تكاليف الحملة، غير أنهم يتحدثون عن مليارات من السنتيمات التي جمعت هنا وهناك لإنجاح حملته. ويلاحظ ناشطون في مداومة بن فليس أن حملته يقودها رجال قانون وقضاة وعديد المناضلين المنشقين عن هياكل سعيداني، ناهيك عن نشطاء عن أحزاب صغيرة وكبيرة بينها الإصلاح الوطني وحتى حركة النهضة التي انخرط بعض مناضليها في حملة دعم بن فليس. فيما ازدادت وتيرة الدعم المالي في مداومة المتنافس بوتفليقة بهذه الولاية التي تعتبر شريانا رئيسا بين الغرب ووسط البلاد، إذ تقدر مصادرنا إن هناك أكثر من 50 رجل مال وأعمال التفوا حول مداومة بوتفليقة التي يقودها الرئيس المدير العام لمصنع اسمنت الشلف الذي يحضر لزيارة عبد المالك سلال المرتقبة يوم الفاتح أفريل، ضاربا موعدا لأنصار بوتفليقة بإنجاح أكبر مهرجان شعبي ضخم منذ بدء الحملة على الصعيد الوطني، من خلال تسخير عشرات المقاولين والصناعيين وتجار مواد البناء لتعبئة الشارع المحلي حول تجمع سلال. فيما اكتفت مداومات المتنافسين الآخرين بلقاءات جوارية، اقتصرت على المقاهي وتوزيع مطويات في مكاتب البريد والأسواق الشعبية. ويحظى الرئيس بوتفليقة في تيارت بمجموعتين تنهضان بحملته، الأولى هي مداومته الرسمية وتضم تحالف الأحزاب الموالية له فضلا عن قطاعات مختلفة، من بينهم رجال مال وأعمال معروفون، ويرأس الثانية، نواب وسيناتورات فضلوا العمل بمعزل عن المداومة بسبب الصراع الذي احتدم على خلفية تعيين عضو عن الأرندي ممثلا له. ويقولون إن حملة بوتفليقة تعتمد على الاتصال المباشر، وكشف عضو في حملته عن التجمع الوطني الديمقراطي، أن حملة الأخير تعتمد بشكل أساسي على 10 رسائل موجهة إلى شرائح المجتمع كإقناع المواطنين بالتصويت لصالح بوتفليقة من اجل دعم صندوق الهضاب الذي يمس تيارت بالدرجة الأولى والتوظيف المباشر والسكن، في انتظار زيارة سلال المرتقبة بعد غد التي تعتبر رهانا لإتمام ما بنته المداومة في الشارع. فيما ركزت مداومة بن فليس على اتباع الوسائل السلمية في الحملة، واحترام قانون الملصقات الانتخابية خوفا من تعرض صور حائطية لمرشحهم بن فليس إلى التمزيق الذي بلغ أوجه في الساعات الأخيرة والتي صرفت عليها المداومة مبالغ طائلة. وفي هذا السياق التحقت أكثر من 10 قسمات بمداومة بن فليس الذي تقرر مجيئه في مستهل الشهر الداخل وأبلغ مسؤول في المداومة "البلاد"، أنهم رفعوا تقريرا مفصلا للجنة السياسية لتبليغها بحجم التجاوزات المرتكبة من أنصار بوتفليقة من خلال استهدافهم مداومات فرعية تابعة لبن فليس في مدن الولاية واستمرار حملة التمزيق، ناهيك عن لجوء بعض رؤساء البلديات إلى استعمال وسائل الدولة للقيام بالغرض ذاته. أما بخصوص أجواء الحملة الدعائية في مستغانم، فإن المداومة الرسمية للمتنافس بوتفليقة عملت بكل ما أوتيت من قوة ودعم مالي لفتح ما يقارب 45 نقطة تابعة للمداومة التي تقوم بتوزيع ملصقات بحجم البوستر في مختلف المواقع العامة، وعلى أصحاب السيارات. كما قامت الحملة بشراء مواقع إعلانات مضيئة على المواقع الإستراتيجية، وعلقت عليها صور بوتفليقة، مرفقة بشعارات حملته. في الجهة المقابلة حرص "عجالي عقبوب"، ممثل مداومة بن فليس، على وضع لافتات عملاقة بمداخل ومخارج الولاية التي تعرف انقساما حادا في محافظة الحزب العتيد بينهم من ساندوا بوتفليقة والبقية جنحت إلى مداومة بن فليس، عدا ذلك لم تشهد شوارع الولاية بصمات واضحة لحملات المتنافسين الآخرين.