أماط رئيس اللجنة الوطنية لترقية وحماية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، اللثام عن عدد من القضايا، التي شغلت الرأي العام الوطني، منها قضية الخلفية وبشير فريك التي أسالت الكثير من الحبر، مشيرا بخصوص ملف الخليفة، إلى أن الوزراء الذين ذكروا في التحقيق ليسوا متهمين، معرجا على الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم 17 افريل الماضي، قائلا إن نتائجها كانت منطقية، في إشارة إلى افتكاك الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، إضافة إلى ملفات أخرى في حوار خص به "البلاد نيوز". البلاد نيوز: كيف تقرأ نتائج رئسيات 17 أفريل وفوز الرئيس بوتفليقة بنسبة 81 بالمائة؟ قسنطيني: أرى أن النتائج كانت منطقية وتؤكد أن الرئيس يملك شعبية كبيرة عند الشعب الجزائري، خاصة وأن كل الملاحظين أكدوا هذه النتائج. لكن المعارضة ترى أن هذه النتائج جاءت نتيجة التضييق والغلق السياسي الذي مورس منذ مدة من طرف السلطة، والدليل على ذلك الانتقادات اللاذعة التي وجهت للسلطة من طرف المنظمات الحقوقية المستقلة غير الحكومية؟ من تكون هذه المنظمات حتى تعطينا دروسا والأكثر من ذلك هي منظمات غير مستقلة، بل تمولها دول معروفة غربية وحتى عربية شقيقة، وإلا من أين لها المال حتى تفتح لها مكاتب عبر العالم ولماذا لا تنتقد ما تقوم به اسرائيل، هؤلاء يريدون لنا الشر، والدليل أن الجزائر خلال العشرية السوداء لم تجد أي صديق لمكافحة الإرهاب، بل اعتبرونا ضد الديمقراطية والأكثر من ذلك رفضوا أن يبيعوا لنا السلاح وتغير رأيهم بعد أحداث 11 سبتمبر. تقصد بهذه الدول فرنسا وأمريكا؟ نعم أقصد فرنسا وأمريكا ودول عربية شقيقة أخرى، تشجع نقل ما يسمى بالربيع العربي إلى الجزائر. هل تقصد إمارة قطر؟ لا أريد أن أسمي الدولة أو الدول الشقيقة، لأن معاملة الشقيق تختلف على معاملة الغريب. الاتحاد الاروبي رفض إرسال مراقبين له في الرئاسيات الفارطة لأن السلطات الجزائرية لم تعمل بتوصياته التي رفعها في تشريعيات ماي 2012؟ من يكون الإتحاد الاروبي حتى يرفع لنا توصيات، إذا كان يمسك علينا السماء فليطلقها تسقط، الجزائر دولة سيدة ولا تقبل التوصيات لا من الاتحاد الأروبي ولا من دول أخرى، المهم أن الانتخابات جرت في ظروف جيدة وبحضور مراقبين عرب ومن الأممالمتحدة، ولم نسمع أحدا من هؤلاء وحتى من الاتحاد الأوروبي شكك في نتائج الانتخابات. لماذ برأيك لم تستجب السلطة لمطلب المعارضة بمنح الإشراف على الانتخابات الرئاسية للجنة مستقلة لمراقبة الانتخابات عوضا عن الداخلية وبالتالي ترفع الحرج عن السلطة؟ لا يوجد أي عيب في أن تنظم الداخلية الانتخابات، وفي معظم دول العالم الداخلية هي من تنظم الانتخابات. الرئيس بوتفليقة تعهد بمباشرة إصلاحات سياسية شاملة تنتهي بدستور توافقي، كيف ترى هذه الإصلاحات؟ أنا متأكد أن الرئيس صادق فيما يقول وهل هناك أحسن من الإصلاحات ودستور توافقي. لكن بعض أحزاب المعارضة شككت في المشاورات وقالت إنه لا فائدة منها وستكون مثل المشاورات السياسية التي قادها بن صالح وتواتي والتي لم تكلل بأية نتيجة؟ لماذا نبدأ من الآن بالتشكيك وإذا كانت لجنة بن صالح لم تصل لنتيجة طيبة، فلا يعني هذا أن الإصلاحات المرتقبة ستفشل، خاصة وان الرئيس مصمم على نجاحها والوصول إلى دستور توافقي. هل أنت مع تعديل الدستور عبر البرلمان أو عبر استفتاء شعبي؟ الحقيقة أنا مع إجراء استفتاء شعبي حتى تمر كل الأمور في الشفافية ونعطي هذا الدستور قوة أكثر ونحن قادرون على ذلك. اقترحت لجنتك من قبل تقديم تعويضات مالية في إطار سياسة المصالحة الوطنية للإسلاميين الذين أوقفوا في معسكرات في الصحراء بعد توقيف المسار الانتخابي لعام 92، هل من توضيحات؟ هذا الإقتراح يخص الأشخاص الذين قضوا مدة في المعسكرات في الصحراء تتراوح بين 4 و5 سنوات ولم يحاكموا، وهناك من ضيع تجارته أو وظيفته وصحته دون أن يدان، فقد أتوا إلى مقر اللجنة وطلبوا مني أن أرفع هذا الانشغال إلى الرئيس وهو ما قمت به، لأنني أعتبرها قضية عادلة. هل تعتقد أن الرئيس بوتفليقة سيتجاوب مع مقترحاتكم بهذا الخصوص؟ أعتقد أن الرئيس سيفعل ذلك وسيدرجه في إطار البنود التكميلية لترقية واستكمال المصالحة الوطنية والتي وعد الشعب الجزائري بأنه سيجسدها. كيف ترى مسألة العفو الشامل؟ سئلت مرة سنة 2002 من طرف مراسلة صحفية فرنسية تعمل لصالح جريدة لوموند عن مسألة العفو الشامل، وأجبتها بأنه لا خيار أمامنا سوى الذهاب إلى العفو الشامل مع احترامنا طبعا لضحايا الإرهاب. هل رفعتم مقترحاتكم حول مسألة العفو الشامل إلى الرئيس؟ نحن في اللجنة رفعنا مقترحنا للرئيس بأننا لسنا ضد العفو الشامل. وماذا عن مسألة عودة عناصر الفيس المحل إلى العمل السياسي، خاصة وأنه نسب إليك أنك قلت بأن علي بلحاج يمكنه الترشح لرئاسيات 17 أفريل الفارط؟ هذه المسألة يجب أن أوضحها جيدا، فقد اتصل بي صحفي وسألني عن رأيي لي مسألة ترشح علي بلحاج للرئاسة، فقلت له إن نص العقوبة لا يوجد فيه ما يمنعه من ذلك كونه قضى عقوبة 12 سنة حبسا. كما أن إحدى الممنوعات تنص على أنه لا يستطيع ممارسة أي نشاط سياسي لمدة 10 سنوات والمدة أيضا انقضت وبالتالي لا يوجد في نص الحكم ما يمنعه من الترشح، لكن في المقابل هناك تدابير السلم والمصالحة التي جاءت في 2005 والتي أظن أن أحد بنودها أنه لا يستطيع هو وآخرين ممن كانوا معه العودة إلى العمل السياسي. لذلك قلت بأنه عليه الاستفسار عن هذا الأمر عند المحكمة. تظن أنه لا يستطيع أم أنك متأكد؟ لا لست متأكدا، لأنني أظن أن إحدى بنود السلم والمصالحة تعنيه وعليه هو التأكد من الأمر. اقترحت إضافة فقرة في المادة 70 من الدستور تنص على أن الجيش يحرص على الدستور. فيما المادة الموجودة في الدستور الحالي ورد فيها أن الرئيس هو الضامن للمؤسسة العسكرية، لماذا هذا الاقترح؟ نعم وأقول إنه ليست لدية أي عقدة للتصريح بذلك، لأن هذا الاقتراح مستوحى من التجربة التركية التي أعتبرها الأقرب إلينا والتي ينص دستورها على هذه المادة. كما أن هذا الاقتراح في صالح الدستور نفسه حتى لا يغير كل 10 سنوات والأكثر من ذلك هذا جيش الجزائر. صرحت بأن حقوق الإنسان لا تزال بعيدة عن المستوى المطلوب بسبب نقص تكوين القضاة، لماذا هذا التهجم على القضاة؟ انتقاداتي كانت بسبب الحبس الاحتياطي المبالغ فيه كثيرا بالجزائر وهو في زيادة مستمرة، بسبب ثقافة بعض القضاة، بل إنه أصبح من يدخل الحبس المؤقت لا يخرج منه والذي تحول إلى صناعة في الجزائر. نقابة القضاة قالت إن تصريحاتك جاءت بسبب حكم بعض القضاة لغير صالح متهمين تدافع عنهم؟ لا، المشكل الوحيد كما قلت لكم هو في الحبس المؤقت وأنا أصبحت لا أطلب الإفراج المؤقت، لأنني أدرك مسبقا أنه لن يطبق والزملاء أصبحوا يعرفون هذا جيدا. تقريرك السنوي شمل ملاحظات تشمل تفشي البيروقراطية والجهوية والفساد؟ أظن أن الجميع يدرك حجم البيروقراطية المتفشية بالبلاد ويجب القضاء أو على الأقل التقليص منها. أما الجهوية فشخصيا لم أتلق مشاكل معها، لكن الحديث عن الجهوية موجود بشكل كبير بمختلف شوارع الوطن. لذا كان لا بد على اللجنة أن تدرج هذا المشكل. هل أسماء وزراء في الحكومة الحالية مذكورة في قضايا فساد؟ نعم هناك وزراء في الحكومة حاليا مذكورين في قضايا فساد، لكن يبقى كلام فقط. وحسب علمي لا يوجد أي وزير متابع أو متهم في قضية فساد من الحكومة الحالية، بل أسماؤهم مذكورة فقط والمتهم كما تعرف بريء إلى أن تثبت إدانته. كم عدد قضايا الفساد الموجودة بالجزائر وهل الرقم كما ذكر في الإعلام يساوي ستة آلاف ملف؟ حسب علمي لا يوجد هذا الرقم، بل توجد عشرات القضايا التي أنا على علم بها. هل فعلا توجد قضية اسمها حصول مكاتب استشارية أجنبية على 1200 مليار دج؟ سمعت بهذه القضية لكن عن طريق الإعلام فقط، ولم أطلع على ملف القضية. إلى أين وصلت قضية الخليفة؟ حسب علمي، القصية لا تزال لم تبرمج بعد وتاريخ محاكمة الخليفة لا يزال غير معروف وهو أمر غريب ومحير، خاصة وأن هناك أشخاص موجودين بالسجن لمدة 7 سنوات، لكن المحير في الأمر أيضا أن المحكمة لم تعين خبيرا لمعرفة المبلغ المختلس وهو الأمر المعمول به في جميع قضايا الاختلاس. وما ذا عن ملف سونطراك 2 وإدراج اسم فريد بجاوي ضمن قائمة المطلوبين للقبض على قوائم الأنتربول من طرف العدالة الإيطالية، وكيف ترى موقف شكيب خليل؟ الذي قرأته أن العدالة الإيطالية أدرجت اسم فريد بجاوي فعلا ضمن قوائم المطلوبين للقبض وفي الدول الأوروبية، أمر كهذا من دون شك سيطبق. أما شكيب خليل فحسب معلوماتي لا يوجد أي دليل ضده لحد الآن ويوجد أمر واحد وهو أن فريد بجاوي صرح أنه كان يتقاسم المبالغ المالية التي كان يأخذها على شكل رشوة من طرف هذه الشركة مع شكيب خليل وهذا في القانون ليس دليل كاف لإدانته. وهل شكيب خليل متابع من طرف العدالة الجزائرية أم لا؟ لا أعلم، الذي أعلمه أنه صدر في حقه أمر بالقبض ولم يطبق من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية، كونه صادر من قاض غير مختص وبالتالي خطأ في الإجراءات، غير هذا لا أملك أي معلومات عن هذا الأمر. مارأيك في حل جهاز الشرطة القضائية الذي كان تابع لجهاز الاستعلامات والأمن من طرف الرئيس بوتفليقة؟ ليس لدي تعليق على الأمر، لأنه قرار سياسي يخص صلاحيات الرئيس. ما رأيك في التصريحات التي أدلى بها الوالي سابق بشير فريك حول تسيير الدولة؟ ليس من حق الوالي السابق بشير فريك أن يقول ما قال، كونه أدين بالسجن النافذ لمدة 6 سنوات على ما أعتقد في قصية اختلاس، وبالتالي سمعته تأثرت، زيادة على أنه ليس من حقه قانونيا قول ما قال فيما يخص تسيير الدولة الجزائرية باعتباره مدانا من طرف القضاء. إلى أين وصلت قضية المسجونين الجزائريين بالعراق؟ بكل صراحة وضعيتهم جد صعبة، خاصة وأن السلطات العراقية من الصعب الحديث معها، رغم أنها سلمت العديد من السجناء إلى دولهم، إلا أنها ترفص تسليم الجزائر سجنائها وهم مهددين بالموت في كل لحظة والسبب على ما اعتقد راجع لنوع العلاقات الوطيدة التي كانت تربطنا مع الشعب العراقي أيام صدام حسين. وما عن سجناء غوانتنامو؟ لازالوا مسجونين تعسفا وظلما ودون محاكمة لحد الآن ورغم وعود أوباما بأنه سيغلق سجن غواتانامو، إلا أنه لم يفعل وقد حاولنا خاصة مع المنظمات الحقوقية الأمريكية إلا أننا لم نفلح في استرجاعهم. وما ذا عن ممتلكات الجزائريين التي حجزت أو نهبت بالمغرب؟ لا تزال الأمور على حالها ولا يوجد أي جديد بالموضوع. طالبت بمحاكمة بن نواري والجنرال المتقاعد يعلى بتهمة الخيانة العظمى، كيف ذلك؟ ّاتصل بي صحفي وقال لي إن بن نواري والجنرال المتقاعد يعلي يطالبون بالتدخل العسكري بالجزائر، فصرحت له بان هذا الأمر يعتبر جريمة ينص عليها القانون، بعدها اتصلوا بي من قناة فضائية وقال لي بن نواري يقول نحن نتحدث عن تدخل من نوع آخر وليس عسكري فقلت له آخذ إشهادا على ما تقول وانتهى الأمر. أنت مولود ببوفاريك ولقبك قسنطيني نسبة لعاصمة الشرق، هل هناك ما يربطك بهذه الولاية العريقة؟ أجدادي كانوا يقطنون بقسنطينة وفي سنة 1850 جاءوا إلى بوفاريك والسلطات الفرنسية منحتننا اللقب العائلي قسنطيني، كوننا أتينا من قسنطينة واللقب الحقيقي لي هو الحاج عبد السلام.