تعيش أزيد من 19 عائلة بشارع محمد مشري ببلدية القصبة بالعاصمة في العراء بسبب انهيار العمارة التي كانوا يقطنون بها في شهر مارس 2013 وهم الآن في بيوت صنعوها بأنفسهم لحمايتهم من البرد والحر، أسوارها صفائح لوحية أوأقمشة بالية. معاناة تجاوزت السنة تعيشها مجموعة من العائلات في شقاء نتيجة افتقارهم إلى أدنى مستويات العيش الكريم منذ انهيار البناية السنة الماضية الأمر الذي حول حياتهم إلى جحيم يغسلون ملابسهم في الشارع الرئيسي للحي حيث تحيط بهم القاذورات من كل جهة.. تروي لنا السيدة مليكة، 34 سنة، أم ل 3 أطفال أن السبب الرئيسي لانهيار العمارة هوتساقط الأمطار الغزيرة في شهر مارس سنة 2013 ناهيك عن عمر البناية الذي تجاوز القرن وجدرانها الهشة. فبينما تعود ابنتاها من المدرسة للغداء تضيف السيدة مليكة بدأت العمارة بالانهيار شيئا فشيئا وكأن الأرض زلزلت ذلك اليوم بدأت ألفظ الشهادتين ماسكة أبنائي من شدة الهلع والخوف. الشيء نفسه صرح به سكان العمارة الذين بدأت معاناتهم منذ تلك اللحظة أين خرجوا بعدها للعيش في الشارع حاملين معهم أطفالهم.. مشاهد يعجز اللسان عن وصفها يبيتون في خيم والقاذورات تحيط بهم من كل جانب ناهيك عن الروائح الكريهة ومختلف الحشرات الضارة. وتؤوي خيمة واحدة 14 فردا يستغلونها للطبخ والنوم وانتشار حاجيات المنزل هنا وهناك، الأمر الذي جعلهم يعانون من عدة أمراض خاصة الأطفال كالحساسية والربووالأمراض الصدري. وأثناء تجولنا داخل هذا الحي لفتت انتباهنا معاناة أخرى ألا وهي عائلة من 5 أفراد اتخذت من قبوالعمارة مسكنا لها للهروب من عراء الشارع الذي لا يرحم حيث لا وجود لأي نافذة تدخل منها أشعة الشمس، ناهيك عن الروائح الكريهة القادمة من أسفل القبو. والأسوأ من كل هذا أن أفراد هذه العائلة يقضون حاجاتهم البيولوجية في الدلاء مما زاد من معاناة العائلة التي صرحت بأنه في كل مرة يذهبون فيها إلى بلدية القصبة لنقل معاناتهم إلا ورفض استقبالهم، وأما عن الوعود التي يتلقونها كل مرة بشأن ترحيلهم فهي وعود كاذبة، هذا ما جاء على لسان السكان الذي سئموا هذه الأقاويل المغلوطة فقد تم أخبارهم أنه سيتم ترحيلهم بعد الانتخابات الرئاسية، وبعدها تأجل الترحيل إلى ما بعد امتحانات البكالوريا. أقوال تكررت على مسامعهم مئات المرات وهم يتساءلون إلى متى سيبقون على هذه الحال.