المخرج: استغرقنا 4 سنوات في التصوير ونتمنى أن يعجب الناس قدّم المخرج بلقاسم حجاج أمس، عرضا خاصا بالإعلام ب"قاعة ابن زيدون" في العاصمة، للفيلم الروائي التاريخي "فاطمة نسومر" الذي أنتجته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بدعم من وزارة الثقافة ووزارة المجاهدين والمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954. ويقدم الفيلم الذي تم تصويره مشاهده الأولى شهر فيفري الماضي، بقرية "أورجة" مسقط رأس لالة فاطمة نسومر، بالقلعة بمنطقة "تسامرت" و"تيزي" ببرج بوعريريج، نظرا لعراقتها تاريخيا وكونها تتوفر على جبال ومسالك وعرة، إلى جانب تصوير المشاهد المتبقية بكل من ولايتي تيزي وزو وبجاية، باللغة الأمازيغية تحت ترجمة باللغة الفرنسية بنوعية دولبي ديجيتال، على أن يتم إعداد نسخة منه بالعربية. وكتب سيناريو العمل، كل من السيناريست الكندي مارسيل بوليو والمخرج الجزائري بلقاسم حجاج، فيما دامت التحضيرات مدة سنة ونصف، كما أنه اضطر إلى بناء ديكور القرية التي ولدت بها فاطمة نسومر بجبال البرج، كون المنطقة مازالت عذراء، مقارنة بمسقط رأس البطلة، الذي توجد به بنايات جديدة وطرق معبدة، بالإضافة إلى أنّ الشاعر بن حمدوش هو الذي كتب حوار العمل بالأمازيغية، وتحدث عن صعوبة اختيار الممثلين من مختلف ولايات الجزائر وخارج الوطن، حيث استغرق الأمر قرابة 7 أشهر. ويجسد أدوار الفيلم كل من الفنان القبائلي علي عمران، الممثل المغربي أسعد بواب، الممثلة الفرنسية لعتيتية أيدو التي تجسد دور البطولة عن شخصية فاطمة نسومر، رفقة مالحة معمري، الفرنسية من الأصول جزائرية. وتجري أحداث الفيلم في أواخر العشرية الرابعة من القرن التاسع عشر، وفي الوقت الذي كانت منطقة القبائل لا تزال تتميز بتمردها المعهود والمشهود لها، بصفتها معقلا حقيقيا لكل الأصوات المنددة والمناهضة لتلك الأوضاع الجديدة التي فرضها المستعمر على البلد، حيث كانت فرنسا تتأهب لغزوها لهذه المنطقة الإستراتيجية. وبدأت المقاومة تنتظم شيئا فشيئا. وفي هذا الجو المشحون بالقومية نشأت وترعرعت البطلة "فاطمة نسومر"، وسط عائلة من الأعيان المثقفة ظلت مرتبطة ارتباطا وثيقا بعقيدة دينية جد قوية، حيث شعرت مبكرا بأن شخصيتها المميزة سوف لن تسمح لها أن ترضى بذلك النظام المفروض آنذاك على المرأة الريفية؛ وبما أنها كانت تلك الوضعية التقليدية الخاصة بالمرأة للقرن التاسع عشر، فإنها فضلت أخيرا مسكها بزمام أمرها بمفردها، إلى أن كان لها موعدا مع قدر على مقاسها لما حان وقت تحرك عجلة التاريخ لصالحها. من ناحية أخرى، أوضح المخرج بلقاسم حجاج في لقاء بالإعلام عقب عرض فيلم "فاطمة نسومر" إن هذا العمل استنزف كثيرا من الطاقة والجهد والعمل الذي استمر على مدار أربع سنوات كاملة من التحضير والكتابة والتصوير، مضيفا أنه "هدية لامرأة وهبت حياتها من أجل طرد الاستعمار الفرنسي". ورفض حجاج الحديث عن ميزانية الفيلم، أو إعطاء حتى أرقام تقريبية عن كلفة الإنتاج، مكتفيا بالقول إنه يتمنى أن يعجب الجمهور.