يشهد حي واد حيدرة في الأيام الأخيرة عملية تمشيط واسعة من طرف المصالح الأمنية المختصة بمحاربة المخدرات وذلك نظرا للانتشار الذي تعرفه تجارة المخدرات في هذا الحي، مما يستدعي إلقاء الضوء على هذا الموضوع الذي أرق سكانه منذ مدة كيف لا وهو يهدد مستقبل شباب الحي ويهدد أمنهم وممتلكاتهم. ما يميز الحي، وبمجرد بلوغ الساعة الثامنة مساء، تجمعات الشباب في الزوايا والأماكن المظلمة خاصة بما يعرف ب''لي قوزلاف'' حيث تبدأ العمليات المشبوهة من تعاطي وتجارة المخدرات بمختلف أنواعها (حبوب، حقن...) بل يتجرأ البعض على تعاطيها أمام الملأ وأمام أنظار الأطفال مما يشكل خطرا على هؤلاء من سلك الطريق نفسه الذي لا مخرج منه. وما إن تمر سيارة الشرطة بالحي حتى تتعالى أصوات شاذة وغريبة اتضح فيما بعد أنها إشارات يستعملها مروجو المخدرات لإعلام بعضهم البعض بوجود الشرطة في الأجواء، لكن هذه الإشارات لم تنطل على عناصر الشرطة، لذا فمعظم المداهمات وعمليات التفتيش تكون باللباس المدني حتى لا يتفطن إليهم المروجون وهذا ما يسهل من مأمورية الشرطة في القبض على هؤلاء متلبسين. وقد كللت عمليه المداهمات هذه بالنجاح نظرا لعدد بائعي ومتعاطي المخدرات الموقوفين والزج بهم في السجن ليكونوا عبرة لكل من يقوم بتزويد شبابنا بهذه السموم. وقد أشار محدثينا إلى أنهم قد ملوا من هؤلاء المجرمين ونشاطاتهم حتى أن البعض منهم قرروا الرحيل وترك الحي خوفا من تأثر أطفالهم وانحرافهم وللمحافظة على بناتهم وحرماتهم من الأفعال والأقوال الشاذة. وبالرغم من كل المجهودات التي تبذلها المصالح الأمنية. وحسب تصريحات السكان تبقى علامة استفهام كبيرة فيما يخص الفترات التي يقضيها المروجون والمتعاطون داخل السجون فأغلبها لا تتعدى ستة أشهر، مع العلم أن معظمهم أدينوا بتهمة حيازة المخدرات من هيروين وكوكايين مما يطرح عدة تساؤلات. وفي ظل هذا الوضع فإن سكان واد حيدرة يطالبون السلطات المعنية بإنزال أقصى العقوبات على المدانين للحد من هذه الظاهرة الفتاكة التي تعصف بالشباب وتدمر مستقبلهم.