جمعية حماية المستهلك تتلقى أزيد من 50 شكوى من المنتظر أن تفتح المديرية الجهوية لنفطال بالعاصمة، تحقيقا بشأن اختلاط البنزين والمازوت بالمياه في عدد من محطات الوقود، على خلفية الأمطار الأخيرة التي تهاطلت على العاصمة لما يقارب 48 ساعة، وهو المشكل الذي تسبب في أعطاب خطيرة في سيارات المواطنين وعرض بعضهم إلى حوادث مرور مميتة. وكان عدد من المواطنين بالعاصمة، قد اشتكوا من التحايل الذي تعرضوا له من قبل بعض محطات البنزين، بعد تعبئتهم لبنزين مخلوط بالمياه مما تسبب في أعطاب كبيرة في سياراتهم، أجبر البعض على الاتصال بوكلاء سياراتهم للاستفادة من الضمان، خصوصا أن الأعطاب مست المحرك، حيث كشفت المراقبة التقنية عن وجود تحايل في الوقود المعبأ، فيما أكدت أغلب الحالات أن التحايل كان على مستوى المحطات الموجودة بالعاصمة. وفي السياق، أكد رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي في اتصال ب«البلاد"، أن مشكل البنزين المخلوط بالمياه موجود منذ فترة، وغالبا ما يبرز إلى الوجود في فصل الشتاء عند هطول الأمطار، موضحا أن بعض محطات الوقود القديمة تعاني من وجود ثقوب تسمح بدخول مياه الأمطار إلى خزانات الوقود، مما يخلق المشكل، إلا أن حالات أخرى أثبتت التحقيقات أنها نتيجة تحايل متعمد إما على مستوى التعبئة، أو على مستوى محطات الوقود حيث يُقدم بعض العمال على إضافة الماء إلى البنزين، لتحقيق الربح والاستفادة من الفارق، وهو المشكل الذي راح ضحيته العديد من المواطنين، وكبدهم خسائر مادية جسيمة. وكشف زبدي، عن تسجيل أزيد من 50 ضحية للبنزين المغشوش العام الماضي في ولايات غرب الجزائر على رأسها ولاية وهران، وهي الحالات التي أقدمت على الإبلاغ عن المشكل، فيما يبقى العدد الحقيقي للضحايا أكبر بكثير، مشيرا إلى أن جمعية حماية المستهلك قامت بالإجراءات اللازمة، حيث أبلغت مديرية نفطال بالقضية، التي فتحت تحقيقا عاجلا وتمكنت من وضع حد للمشكل، وتبين بأن المسألة تتعلق بالغش وليس بمياه الأمطار المتسربة، وأضاف بأن الجمعية عادة ما تقوم بإبلاغ المصالح الخاصة بمراقبة النوعية وقمع الغش التابعة لوزارة التجارة، والتي تقوم بدورها بالإجراءات اللازمة لمعاقبة المخالفين. وتطرق المتحدث ذاته، إلى مشكل آخر يتعلق بتعويض المتضررين من مشكل البنزين المغشوش، الذي يصطدم بعراقيل إدارية كبيرة على مستوى شركات التأمين التي تتعاقد معها شركة نفطال، مما يستدعي التعجيل بتطبيق القانون فيما يتعلق بهذا الشق، وحذر هذه الأخيرة، من أن تكرار المشكل قد يؤدي بعواقب وخيمة، خصوصا بعدما تسببت الأعطاب في حوادث مرور خطيرة، داعيا إياها إلى ضرورة إعلام عمال المحطات بالعقوبات المترتبة على الغش للحيلولة دون تفاقم الوضع. من جانبه، نفى المكلف بالاتصال على مستوى شركة نفطال، جمال شردود، تلقي مصالحه لأي شكاوى متعلقة بهذا المشكل في الفترة الأخيرة، مؤكدا على أن الشركة تقوم بإرسال فريق تقني مختص لمعاينة المحطات التي يظهر فيها أي نوع من الغش أو التحايل، وأشار إلى فتح تحقيق في المسألة لكشف المتورطين، بالرغم من أنه رجح أن يكون السبب مياه الأمطار الأخيرة، لأن أي تحايل خلال فصل الصيف يكشف سريعا ويعرض صاحبه لعقوبات قانونية